الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج على الزوجة في المطالبة بكامل حقوقها إذا أريد طلاقها

السؤال

ما الحكم في امرأة يقول لها زوجها كلاما جارحا ومهينا ولأهلها، ومنذ زواجها يعاملها بجفاء شديد وفي ثالث أيام زواجهما قال لها إنها غير مناسبة له وأنه سوف يطلقها، لأنه غير مرتاح، لأنه كان يود أن يرتبط بإنسانة أجمل منها بالرغم من أنها على درجة من الجمال ووافقت عليه، لأنه ملتح وقالت أمه لها إنه يحفظ القرآن ويبر أهله وكريم وكذا وكذا، ولما تزوجته وجدته غير بار بأهله كما ينبغي وليس كريما معها غير أنها لما سألته كم تحفظ من القرآن قال لها كنت حافظا ولماذا تسأليني؟ وغير هذه المعاملة التي لا تختلط بتقوى الله، فإنه يعزل عنها من أول جماع وكلما ترجته أن لا يعزل فإنه يقول لها لا تتحدثي في هذا الأمر العزل لمصلحتك أنت حتى لا تنجبي أطفالا وتنفصلي بهم وذات يوم اشترى العازل وكان في حاجة للجماع وعندما طلبت منه أن يجامعها بدون العازل قال لها لا سأجامعك بين فخذيك وهي لها الحق في أن تستمتع به وتنجب منه ومتضررة من ذلك جدا وغير هذا وذاك شيخي الفاضل أنها كانت تحبه لدرجة كبيرة، وتكلم معها أنه سيتم الطلاق، مع العلم أنه يتحدث بهدوء ولكن يقول كلاما يهينها كثيرا وكثيرا يشفق عليها، وهذا عجيب، وعندما تحدث في تلك المرة عن الطلاق قال لها هل ستأخذين ما جهزته أنا في عش الزوجية أم تتركينه لي؟ فقالت له: لا، خذه أنت، لأنها كانت تحبه ولما فاض بها الكيل قالت لن أترك لك قشة من العفش لأنك ظلمتني فقال لها وأنا لن أسامحك في هذا لن أسامحك إلا في المؤخر والذهب فقط، فهل هي آثمة إن أخذت حقوقها الشرعية بالشقة مما جهزه ومما جهزته هي مع العلم أن جهازها يفوق جهازه تقريبا؟ وهل من حقه أن لا يسامحها في هذا الحق؟ وبم تنصحها يا شيخ فقد كانت تحبه، لكنها منذ أربعة أيام وهي لم تشعر تجاهه بشيء من سوء المعاملة وسافر إلى عمله وتركها عند أهلها، وهي متزوجة للعلم منذ أقل من شهر. بالله ادعوا لها بظهر الغيب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الحال كما ذكرت من إساءة هذا الرجل معاملة زوجته وعزله عنها بغير رضاها فهو ظالم لها، فالواجب على الرجل أن يعاشر زوجته بالمعروف, ولا يجوز له أن يعزل عنها بغير إذنها, قال ابن قدامة: ولا يعزل عن الحرة إلا بإذنها.

وإذا كان يريد طلاقها فعليه أن يؤدي لها جميع حقوق المطلقة المبينة في الفتوى رقم: 20270.

ولا حرج على الزوجة في المطالبة بحقها كله ولا يلزمها أن تفي له بما وعدته من التنازل عن بعض حقها, ولا حق للزوج في ذلك حتى يسامحها منه.

والذي ننصح به الزوجة أن تصبر وتسعى في الإصلاح بينهما وبين زوجها ولو بإسقاط بعض حقوقها, وراجعي الفتويين رقم: 20775, ورقم: 132101.

وننصحك أن تكثري من الدعاء، فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني