الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز ترك المصاب للرقية والعلاج

السؤال

أخت ائتمنتني على سر مرضها بالمس، وبأنها تسمع أصوات غير موجودة ولأناس كانت تعرفهم من قبل وتشك في أنهم سحروها. وصرعت مرة أمامي وذكرت أسماءهم فخفت إلا أني جعلت أذكر الله بصوت عال بجانبها حتى أبعد عني الخوف، ولكي تعيد هي ما أقول إلا أن ذلك شق عليها ولكني سمعتها تحاول قراءة آخر أية الكرسي ولكن بتقطع. أعلم أن هناك من يرقي بالرقية الشرعية إلا أن هاته الفتاة شددت علي أن لا يعلم أحد بالأمر. فهل علي إثم إن تركتها هكذا مع العلم أني نصحتها بالاطلاع على مواقع فيها رقية شرعية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى الشفاء لهذه الأخت، وننصحها بعلاج نفسها بالرقية الشرعية والدعاء والعلاجات الربانية، ولا حرج في كتمها للأمر وعدم البحث عن الرقاة. فإنه تشرع رقية المسلم لنفسه بالرقية الشرعية، ورقيته لنفسه ترجى بها المنفعة أكثر من رقية غيره له، لأن العبد الذي يدعو بالاضطرار يرجى له قبول الدعاء إن شاء الله إذا دعا دعوة المضطر بصدق وإخلاص وحضور قلب ويقين بالله تعالى.

ولا إثم عليك أنت في عدم الإخبار بالأمر إذ أنها عاقلة قائمة بأمر نفسها، وترك المصاب للرقية والعلاج جائز. فقد ذكر العلماء أن من يستطيع الصبر على بقاء المرض والبلاء محتسباً الأجر عند الله تعالى يشرع له ترك أسباب العلاج، واستدلوا بما في الصحيحين أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف، فدعا لها.

قال ابن حجر: في هذا الحديث أن الصبر على البلاء يورث الجنة، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة، وفيه جواز ترك التداوي، وأن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنفع من العلاج بالعقاقير. انتهى.

وراجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 80694، 95550، 33860.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني