الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشرع الاسترسال مع الوسوسة في الوضوء

السؤال

سؤالي وأرجو أن تتفهموا حالتي حيث إنني أعاني من الوسواس، في الوضوء يغطي الشعر على الوجه بكمية قليلة أو متوسطة، فهل وضوئي صحيح؟ مع العلم بأنني حين أرفع الشعر أجد أن الماء وصل للمنطقة . أيضا في الوضوء أجد في بعض الأحيان مثل الصبغة أو الزوائد الخارجة في القدم مما يؤخرني في الوضوء، فتجدني أتوضأ فوق 10 دقائق مما يرهقني نفسيا، فهل تعتبر هذه الزوائد من القدم؟ أم يجب إزالتها؟ خصوصا أنها لا تحجب الماء عن ما تحتها. أطراف الأصابع مصيبتي الكبرى حيث إنني أجلس لفترات طويلة أزيل الأطراف مع أنني سمعت طبيبة تقول إنها تعتبر مثل خط دفاع للأظافر، ولكنني لا أرتاح حتى أزيل أي شيء بارز منها حتى لو أدى إلى إزالة المزيد من جلد الأصابع مما يعرضني للجروح. أميل إلى تنظيف ما تحت أظافري قبل الوضوء ولكن أجد بعده، مثل القطع البيضاء أعرف أنها من جلد الظفر وأنها أزيلت بفعل طول التعرض للماء . كما أنني حين أغسل وجهي ينزل بعض شعر الرأس عليه وما أنني متاكدة من وصول الماء للجلد الذي تحته فإنني أعيد غسل وجهي أكثر من مرة، كما أنني سمعت أن الشعر الذي هو قريب من الأذن أو ما يسمى بالسوالف، يدخل من ضمن الوجه، وأنا كامرأة شعري طويل فكيف الحل، حيث إنني أرفع ما أستطيع من الشعر قبل الوضوء .أطلت عليكم ولكن أشعر أن الله قد دلني على موقعكم لأخرج من الحالة التي أنا فيها ، و الحمدلله عرفت أحكام وآراء قد أفادتني كثيراً، وارتحت من أمور أخرى، ما زلت أعاني و لكنني أفضل عن ذي قبل بكثير. وفقكم الله وسدد خطاكم وأعانكم على الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن الوسوسة التي تعانين منها هي من الشيطان. أما الشريعة فهي ولله الحمد سهلة ميسورة ليس فيها مشقة على العباد كما قال تعالى : وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}. فالوضوء سهل يسير لا يحتاج إلى تكرار ولا إلى عشر دقائق , فلست مطالبة شرعا بإزالة الجلد فضلا عن إلحاق الضرر بنفسك بالجروح , وما دمت متأكدة من وصول الماء إلى أعلى الوجه فلا تسترسلي مع الوسوسة، ولا يشرع لك إعادة غسل الوجه أكثر من ثلاث مرات؛ لأن هذا اعتداء وإساءة وظلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم بعدما توضأ ثلاثا : هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم. رواه أحمد وابن ماجه , والصبغة إذا كانت مجرد لون فهي كالحناء لا يضر في الوضوء، وما سميته بالزوائد لم يتبين لنا المقصود منها، وما دمت متيقنة أنها لا تحجب الماء عما تحتها فإنه لا تلزم إزالتها , والسوالف التي سألت عنها إن كنت تقصدين بها العذار , فالعذار بينا معناه في الفتوى رقم 140749, وهذا العذار له أعلى وأسفل فأعلاه مما يلي الرأس ليس داخلا في حد الوجه بل هو من الرأس , جاء في الموسوعة الفقهية :

قال البهوتي : لا يدخل منتهى العذار أي أعلاه الذي فوق العظم الناتئ لأنه شعر متصل بشعر الرأس لم يخرج عن حده , أشبه الصدغ , والصدغ من الرأس وليس من الوجه لحديث الربيع أن النبي صلى الله عليه وسلم : مسح برأسه وصدغيه مرة واحدة , ولم ينقل أحد أنه غسله مع الوجه . اهـ وانظري الفتوى رقم: 3086والفتوى رقم: 7578عن علاج الوسوسة في الوضوء .

والله تعالى أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني