الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محل دعاء الاستفتاح

السؤال

ما حكم قراءة تكبيرة الإحرام قبل التوجيه؟ علما بأنني اكتشفت بعد قراءة للكتب أنها تأتي بعد التوجيه وقد علمت في الصلاة منذ الصغر أن قراءتها قبل التوجيه.
أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتبين لنا المقصود من قول السائلة: قبل التوجيه ـ فإن كانت تعني بذلك دعاء الاستفتاح، فإن السنة في دعاء الاستفتاح أن يقال بعد تكبيرة الإحرام لا قبلها، لما رواه مسلم وأبو داوود واللفظ له من حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا... إلخ.

وعند مسلم ـ أيضا ـ من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ... إلخ.

فهذا يدل على أن دعاء الاستفتاح يكون بعد التكبير لا قبله، وهذا قول جمهور أهل العلم القائلين باستحباب دعاء الاستفتاح خلافا لبعضهم ممن قال يكون قبل تكبيرة الإحرام، وهو مذهب المالكية، جاء في الموسوعة الفقهية: أما جمهور الفقهاء غير المالكيّة فعندهم أنّ الاستفتاح في الرّكعة الأولى، بعد تكبيرة الإحرام وقبل التّعوّذ والشّروع في القراءة. اهـ.

بل ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يوجد دعاء قبل تكبيرة الإحرام، قال في شرح منتهى الإرادات عن تكبيرة الإحرام: مِنْ غَيْرِ دُعَاءٍ قَبْلَ ذَلِكَ، قِيلَ لِأَحْمَدَ: قَبْلَ التَّكْبِيرِ تَقُولُ شَيْئًا قَالَ: لَا، يَعْنِي لَيْسَ قَبْلَهُ دُعَاءٌ مَسْنُونٌ، إذْ لَمْ يُنْقَلْ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ. اهـ.

والمشروع للمصلي إذا أراد الصلاة أن ينوي ويستقبل القبلة ثم يكبر ويدعو بدعاء الاستفتاح بعد التكبير لا قبله، وانظري الفتوى رقم:28736، عن دعاء الاستفتاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني