الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ستره الله فليستتر

السؤال

أنا سيدة متزوجة من 3 أشهرقال لي زوجي في شجار معي منذ بضعة أيام إني أحرم عليه كزوجة لو لم أقل له كل العلاقات التي كانت في حياتي من قبله,يا سيدي لقد تزوجني عذراء ولكني في الماضي كانت لي بعض الأخطاء مع شخص كنت أحبه ولكني استغفرت الله وتبت توبة نصوحا ولقد سترني الله بستره, فماذا أفعل مع يمين زوجي الذي يكرره كلما لمسني!! هل أفضح نفسي مع العلم أنني تبت ماذا أفعل دلوني

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما قدره الله تعالى على العبد من الذنوب وما يزينه له الشيطان من المعاصي يجب عليه أن لا يذكره للناس وأن يكتمه عنهم، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه" .
وإنما وجب كتم المعاصي ووجب التسترعليها لما في سترها من السلامة من الاستخفاف بحق الله تعالى، ومن إقامة الحد عليه إن كان فيه حد، ومن التعزير إن لم يوجب حداً. ومن هذا المنطلق نقول للسائلة: لا تخبري هذا الرجل بما سبق من تجاوزات ومخالفات على التفصيل بحيث تصرحين باسم الشخص الأول، أو نوع المخالفة، لكن لا حرج في قولك له: قد كانت مخالفات وأمور سبق أن صارت، لكني تبت لله تعالى منها، ولا يجوز لي أن أصرح بها، ونرجو الله أن يغفرها لي، هذا الذي عليك فعله، ثم بعد ذلك ينظر إلى نية الرجل في حلفه، هل يقصد بيمينه أن يخبر بما قد جرى تفصيلاً، وحينئذ يكون مظاهراً على ما رجحناه في الفتوى رقم:
12979 لأنه حنث في يمينه، إذ لم يخبر بما أراد. أما إذا لم يرد التفصيل والإخبار بكل شيء، فلا حنث ولا ظهار.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني