الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة إذا لم تجد اهتماما من الزوج

السؤال

أنا طبيبة متزوجة من قريبي طبيب سعودي، ولدينا توأم (ولدان) بعمر 3 سنوات. زواجي منه دام لمدة 9 سنوات إلى الآن، خلالها حدثت مشاكل كثيرة مع الأهل في البداية وبعدها بيني و بينه. حصل طلاق مرة واحدة ولكن أنا حاولت جاهدة إصلاح بيتي لدرجة أني أغضبت أهلي عني لأنهم رفضوا رجوعي له! هو إنسان أناني جدا لئيم ولا يحترم الناس إلا إذا كان له منهم مصلحة! بعد الطلاق والمصالحة طلبت منه أن نلجأ للمساعدة فذهبنا لطبيب نفسي متخصص في العلاقات الزوجية. تابعنا مع الطبيب لمدة سنة تقريبا، تحسنت علاقتنا عن الأول وهو بادر في إصلاح نفسه قليلا.
بعد هذا كله مرت السنون، واكتشفت فجأة أن زوجي معجب بزميلته بالعمل وأنه صارحها بذلك! و لكن الحمد لله أنها بنت متدينة وذات أخلاق لأنها رفضت الرد عليه وقطعت علاقتها به.
صارحت زوجي واعترف واعتذر لي ولكني لم أستطع مسامحته.
بعد ذلك اكتشفنا أن زوجي لديه مشكلة صحية ولا يستطيع الإنجاب. و أن الأمل الوحيد بتجربة علاج أطفال الأنابيب، عرض علي زوجي إذا رغبت أنا بالطلاق لأنه لا يستطيع الإنجاب، ولكن أنا رفضت ووقفت بجانبه. بقيت معه لأن هذا ابتلاء من الله وهو لا ذنب له في ذلك! مرت السنون وتلقينا علاجات مختلقة إلى أن رزقنا والحمد لله بالتوأم من 3 سنوات.
اليوم أنا في مشكلة؛ لأن زوجي لا يقدرني لا يعيرني اهتمام ولا يحترمني بالتعامل. الحمد لله لا يضربني ولا يسب، ولكن لا يعطيني حقوقي كزوجة بالاهتمام العاطفي والفكري والجسدي. أنا غير سعيدة معه وأرى أن الأمور التي تزعجني هي طباع متأصلة فيه لا يستطيع تغييرها! تكلمت معه بصراحة عن كل الذي يدور في بالي، و كان مستمعا ومهتما بالذات لأني أخبرته بأني أفكر في الانفصال.. و لكني أعرفه يعطيني وعودا ويحاول لمدة بسيطة ثم يرجع لطبعه السيء.
أنا إنسانة ملتزمة والحمد لله، و لكن لاحظت أني أصبحت استمتع بالاهتمام من مصادر أخرى، مثلا تعليق إيجابي من أحد الأقارب أو الأصحاب قد يؤثر في، وهذا يشعرني بالخطر . إذا أنا غير سعيدة مع زوجي من نواح متعددة، كما ذكرت سابقا هل لي الحق بطلب الطلاق. مع أني لم أقرر بعد، لأني أخاف أن يأخذ أولادي مني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق في الفتويين : 37112، 116133.

والذي ننصحك به ألا تتعجلي في طلب الطلاق ، فإن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح ولا سيما في حال وجود أولاد ، و إذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق ، كان ذلك أولى من الفراق.

واحذري كل الحذر من استدراج الشيطان والوقوع في حبائله والسقوط في الفتنة، بدعوى أنك لاتجدين من زوجك ما يشبع حاجتك العاطفية ، فتلك دعوى باطلة ومسلك شيطاني خبيث ، وإنما يجوز لك إذا أبغضت زوجك وخشيت ألا تقومي بحقه أن تطلبي الطلاق أو الخلع، لكن ننبهك إلى أن وجود المودة والألفة بين الزوجين يحتاج أحياناً إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، كما أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية ، قال عمر رضي الله عنه لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟

وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.

ثم إن هذه المشاعر يمكن تنميتها مع الوقت، فما دمت تحسنين عشرته، وتظهرين له المودة والحب، ولو بالتكلّف والتصنّع ، وتحرصين على إثراء مشاعر المودة عنده، بالمواقف الطيبة، والكلمات الرقيقة، والهدية ولو باليسير ، والتعاون على طاعة الله ، مع الاستعانة بالله ودعائه ، فسوف يثمر ذلك ثماره الطيبة بإذن الله ، فهو سبحانه قريب مجيب .

نسأل الله أن يؤلف بين قلبيكما وأن يجعل زوجك لك قرة عين .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني