الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعدت شخصا ألا تتزوج من غيره وعاهدت ربها أن تصوم طيلة حياتها

السؤال

أحببت شخصا وهو ـ أيضا ـ أحبني كثيرا ووعدته أن لن أتزوج بغيره، لأنني لا أستطيع وعاهدت الله أن أصوم طيلة حياتي إلى أن ألقى الله، أو ألقاه هو، وهذا كله سر بيني وبين الله وهو الآن يعاني من مرض لا أعلم ما هو وأيامه معدودة وأريد أن أبقى وفية له وذلك بالصوم، فما هو الحكم في هذا؟ أفيدوني وادعو لي بالخير وأن يشفيه الله عزوجل، وأنتظر الرد في أقرب وقت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن ما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات أمر لا يقرّه الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1769.

لكن إذا حصل ميل قلبي بين رجل وامرأة فالزواج هو الطريق الأمثل والدواء الناجع، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.

فإن لم يتيسر لهما الزواج فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج ويشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه، وانظري الفتوى رقم: 61744.

واعلمي أن وعدك لهذا الرجل بترك الزواج من غيره لا يلزمك، وإنما ينبغي لك إذا تقدم إليك ذو دين وخلق أن تقبلي به، بل يجب عليك ذلك إذا كان ترك الزواج يعرضك للحرام، كما بيناه في الفتوى رقم: 144627.

وأما بخصوص معاهدتك ربك بالصوم طيلة حياتك: فإن كان ذلك نية من غير تلفظ فلا يلزمك به شيء، وانظري الفتوى رقم: 110324.

وأما إن كنت تلفظت بذلك فذلك نذر يجب عليك الوفاء به؛ إلا إذا عجزت عن ذلك فعليك كفارة يمين، كما بيناه في الفتوى رقم: 56909.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني