الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من طيب العشرة الإحسان إلى أهل الزوج

السؤال

أنا زوجة وعندي ولدان وأسكن في نفس العمارة التي تسكن بها والدة زوجي وأبوه منذ عشر سنوات، ولأنني أعمل حتى السادسة مساء, قمت بالاستعانة بخادمة تأتي يوميا لترتيب المنزل وإعداد الطعام وقد كانت حماتي تستعين بهّذه الخادمة أحيانا لتساعدها في إعداد الطعام، أو في التنظيف وذلك بالاتفاق مع زوجي بدون الرجوع إلي وقد كنت أشعر بالضيق بسبب ذلك، ثم تركتنا هذه الخادمة وكنت أقوم بعمل كل شيء يخص المنزل والأولاد بنفسي دون مساعدة من أحد حتى وفقنا الله بعد فترة في خادمة أخرى وطلبت من زوجي أن لا يطلب منها شيئا لوالدته وأن يقوم بالبحث لأمه عن خادمة تقوم على خدمتها وأنني لن أمانع إذا قام هو بدفع أجرتها ولكنه رفض ذلك وأصر على استخدام خادمتي بحجة أنها تعمل في منزله ويحق له استخدامها في أي طلب يخص أمه أو أخته التي تسكن بالقرب منا، مع العلم أنني أنا التي أدفع أجرتها، وقد تسبب هذا الموضوع في مشاكل كثيرة بيني وبين زوجي دون الوصول إلى حل للمشكلة فقررت التحدث مع حماتي مباشرة وطلبت منها أن تعلمني إذا أرادت أي شيء من الخادمة أن تطلبه مني حتى أستطيع أن أدير الخادمة وحتى أكون على علم بما تفعله الخادمة في المنزل ولكن حماتي رأت أن من حق زوجي أن يطلب من الخادمة ما يشاء وقد وقع خلاف بيني وبين زوجي بسبب هذه المحادثة وكثرت الخلافات بسبب استمرار هذا الوضع على الرغم من معرفة زوجي وحماتي أنه يضايقني وتدخلت أختا زوجي في الخلاف وكان تدخلهم غير موفق وتسبب في زيادة الخلاف حتى حدث الطلاق واستمر الوضع كما هو وتركتنا الخادمة لشعورها بأنها تتلقى أوامر مختلفة مني ومن زوجي، ثم أرجعني زوجي بعد شهرين واتفقت معه أن الخادمة الجديدة لن تفعل أي شيء لحماتي سواء كان ذلك بعلمي أو بدونه لمنع المشاكل، ولأنني لا أتقبل ذلك الوضع نفسيا وأشعر أنني مجبرة عليه فوافق زوجي على ذلك ثم ما إن أتت الخادمة الجديدة حتى طلب مني أن أطلب من الخادمة أن تقوم بعمل ما لوالدته فرفضت وذكرته بالاتفاق الذي بيننا فقال لي إنه اتفق معي على أنه سوف يطلب الأشياء التي تخص أمه من الخادمة من خلالي وأنه يريد أن يبر أمه وعندما رفضت طلب هو من الخادمة مباشرة وطلب من الخادمة أن لا تعلمني بهذا الطلب وعندما واجهته قال لي إن من حقه أن يطلب من الخادمة ما يريد لأمه ولأخته ما دامت تعمل في منزلنا بغض النظر عمن يدفع لها، أرجوك أفتني أليس من حقي أن لا تقوم خادمتي بتقديم أي مساعدات لحماتي إلا برضائي؟ علما بأنني أدفع أجرتها وأن يبر زوجي والدته بأن يستعين بخادمة أخرى يدفع هو أجرتها وليس والدته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كنت من تعاقدت مع الخادمة فلا حق لزوجك في استخدامها بغير رضاك، لأنك بعقد الإجارة ملكت منفعتها ولا حق لزوجك في أن يأخذ ما تملكين دون رضاك، كما لا يحق لكم أن تكلفوا الخادمة بما لا يلزمها بموجب عقد العمل نصا، أو عرفا، لكن لا ينبغي أن يكون هذا الأمر مثارا للخلاف بينك وبين زوجك، فالأمر أهون من ذلك، كما ننبهك إلى أنّ من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، و ذلك مما يزيد من محبة زوجها واحترامه لها، وهو من حسن الخلق الذي يثقّل الموازين يوم القيامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني