الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الابتلاء على اختلاف أنواعه خير

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأنا شاب مسلم أعمل على تحسين وضعي الاجتماعي وعندما أقوم بأي مشروع أو أي عمل تغلق كل الأبواب عليّ ومنذ سنوات كل مشاريعي أخفقت ولم أنجح فيها على غرار أصدقائي حتى أصبحت أشك في أنني مسحور أو شيء من هذا النوع لست أدري هل هذا ابتلاء أم عقاب من الله؟.أرجوكم أنصحوني ماذا أفعل وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن كل شيء بقضاء وقدر، فما عليك إلا أن تعمل بالأسباب ثم ارض بما قضاه الله، ومن رضي فله الرضاء، ومن سخط فله السخط، ولا تيأس من فضل الله تعالى وفتحه، فالله تعالى يقول: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح:6] .
واعلم أن الله يبتلي عباده لينظر صدق إيمانهم وتوكلهم عليه، وليختبر إيمانهم بالقضاء والقدر وصدق ألتجائهم إليه عند الشدائد والكرب.
كما يجب عليك أن تتفقد نفسك وتحاسبها، فلعل عندك من الذنوب ما سبب لك هذا.
وعلى العموم، فسواء كان ابتلاءً أو كان عقاباً، فإن في كلٍ خير لأن فيه تكفيراً للذنوب والسيئات لمن صبر ورضي.
ولا تدخل نفسك في أوهام السحر، وعليك بتحصين نفسك بقراءة القرآن، وذكر الله في المناسبات كالصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، والدخول والخروج، واجعل لسانك رطباً بذكر الله، وألح عليه في الدعاء ليفرج كربتك، فما فتح لعبد باب دعاء إلا فتح له باب إجابة، وإياك ثم إياك من القنوط من رحمة الله، فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الخاسرون.
فنسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وأن يفتح علينا وعليك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني