الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإبداع هو صنع شيء على غير مثال سابق

السؤال

لفت نظري عبارة: معنى الإبداع صنع الشيء المستحيل، وأنا أصنع المستحيل. المقلدون خلفي دائماً. فما حكم قولها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعبد لا قدرة له على شيء إلا أن يقدره الله عز وجل، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، والذي ينبغي للعبد أن ينسب الفضل لربه تبارك وتعالى فإنه ما من نعمة إلا وهي منه سبحانه، كما قال تعالى: وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ {53}، وهذه العبارة المذكورة مما ينبغي اجتنابه فإنها دالة على إعجاب صاحبها بنفسه، والذي ينبغي له أن ينسب الفضل لمن تفضل به سبحانه، كما قال سليمان عليه السلام: ... هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ.. {40}. وقال يوسف عليه السلام: .... ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ.. {38}، فطوبى لعبد تأسى بأنبياء الله عليهم السلام، وتبرأ من حوله وقوته، وعلم أنه لا قدرة له على شيء إلا أن يقدره الله عز وجل.

وأما عبارة صنع المستحيل فالظاهر أنها كناية عن التمكن من فعل ما يعجز أكثر الناس عن فعله، فلا حرج في استعمالها بهذا الاعتبار. وننبه إلى أن المعنى المذكور للإبداع ليس معروفاً عند علماء اللغة، وإنما الإبداع عندهم هو صنع الشيء لا على مثال سبق.

قال الجوهري في صحاحه في مادة بدع: أبدعت الشيء اخترعته لا على مثال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني