الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع طلب الطلاق للزواج من آخر مالت إليه

السؤال

خطبني من أهلي ولد عمي وعمري 17 سنة، ولي الآن 9 سنوات متزوجة ولدي طفلان، وزوجي إنسان أناني جدا، لئيم ولا يحترم الناس إلا إذا كانت لديه مصلحة عندهم، ولكنه أب حنون جدا، وزواجي منه تخللته مشاكل كثيرة لدرجة أنه حصل الطلاق مرة واحدة، ولكن طيلة زواجي وأنا أحاول بكل طاقتي أن أصلح بيتي ولا أخربه وأقنع نفسي أن هذا نصيبي وأنه من الممكن مع الوقت أن يتحسن الوضع، فأنا إنسانة ملتزمة ـ والحمد لله ـ ولكن أعيش حياة منفتحة مع زوجي فنستقبل الأصدقاء دائما ونجلس النساء والرجال معا، ومنذ أشهر تعرفنا على أصدقاء جدد، من بينهم رجل أعجبتني شخصيته كثيرا، وكان إعجابي به بريئا جدا، فاهتممت به كأخ لي وحاولت أن أساعده في أن أجد له زوجة مناسبة، ولكن مع الوقت وكلما تعرفت أكثر على شخصيته أعجبت به أكثر، وشعر هو وشعرت أنا أيضا منه بالإعجاب المتبادل، فأصبح ينسحب من صداقته عنا ليبتعد عني ولا يسبب مشاكل لي وله، وسؤالي الآن أنا لم أكن سعيدة في زواجي من بدايته، ومشاعري للشخص الآخر صادقة وواعية جدا، وإذا فكرت بالانفصال عن زوجي والارتباط بالشخص الذي مال له قلبي، فهل هذا يعتبر ضمن حكم التخبيب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتخبيب هو خداع المرأة وإفسادها على زوجها، قال شمس الحق أبادي في فيض القدير: من خبب زوجة امرئ ـ أي خدعها وأفسدها، أو حسن إليها الطلاق ليتزوجها، أو يزوجها لغيره، أو غير ذلك. اهـ.

والتخبيب يكون من جهة من أفسد المرأة لا من جهتها هي أي ليست هي الفاعلة للتخبيب، ولكنها من وقع عليها التخبيب.

والتخبيب محرم وورد فيه وعيد شديد، بل ذهب بعض أهل العلم إلى عدم صحة نكاح المخبب لمن خببها وراجعي في هذا الفتوى رقم: 7895.

وقد أحسن هذا الرجل بابتعاده عنكم حذرا من أن يسبب لكم مشاكل، وهذا يجعله بعيدا عن صفة التخبيب، وما أسميته بالإعجاب المتبادل بينك وبينه، فما حصل إلا ببعدكما عن حدود الله عز وجل، وعليكما التوبة منه والحذر من الوقوع في مثله مستقبلا، وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.

ولا يجوز لك طلب الطلاق من زوجك لغير سبب مشروع سواء من أجل الزواج من هذا الرجل، أو غيره، فقد وردت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهي المرأة عن سؤال زوجها الطلاق في غير ما بأس، فانظري الفتويين رقم: 104648ورقم: 62061.

وينبغي لكما الحرص على كل ما تصفو به الحياة الزوجية، وأن تعملا على حل مشاكلكما بكل هدوء وروية، فالطلاق مفاسده عظيمة في الغالب وخاصة على الأولاد فقد يكونون من أكبر ضحاياه.

وننبه إلى الحذر من التساهل في أمر دخول الرجال على النساء وما يسمى بالجلسات العائلية، فعدم مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك كله سبب من أسباب الفساد وما حصل لك مع هذا الرجل خير دليل وبرهان عليه ولا يليق بامرأة ملتزمة أن تتساهل في مثل هذا، بل ينبغي أن تعمل على أن لا يحصل شيء منه في بيتها وتناصح زوجها في ذلك، أو على الأقل أن تجتنب مخالطة الرجال أو الظهور أمامهم على وجه يخالف الشرع، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 98295.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني