الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من أكل المال الحرام وما يفعل إن عجز عن الوصول إلى أصحابه

السؤال

أكلت أموالا حراما وأخذت أموال آخرين بغير حق وبعد مرور سنوات ندمت وأريد أن أرجع الحقوق لأصحابها ولكن المشكلة أنني لا أعلم طرق الوصول إليهم وصعب البحث عنهم ويوجد آخرون أعرفهم، لكن كيف أرد لهم أموالهم؟ وهل أردها كما هي ولا أزيد عليها؟ وما هو مقدار الزيادة؟ وما هي طرق الاستغفار عن هذا الذنب العظيم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أن تتوب إلى ربك عزوجل توبة نصوحا, وتحرص على تحقيق أركان التوبة حتى يتقبلها الله تعالى منك فيغفر ذنبك ويقيل عثرتك, وذلك بأن تندم على ما اقترفته من الذنب وتعزم على عدم العودة إليه, وما دام الذنب متعلقا بحق آدمي، فإن رد الحق إليه واجب, فمن عرفته منهم فيجب عليك أن ترد إليه ما أخذته منه ولا يلزمك رد شيء زائد على ما أخذته, ولو أخبرتهم بأنك أخذت منهم كذا وكذا فأحلوك وسامحوك برئت بذلك ولك أن ترد الحق إليهم بأي طريق ولو دون أن تخبرهم، ولا تبرأ ذمتك من حق من يمكنك إيصال الحق له إلا بتسليمه إليه, فإن عجزت عن الوصول إلى صاحب الحق فسبيل هذا المال أن تتصدق به في مصالح المسلمين العامة، أو تدفعه للفقراء والمساكين بنية أنه عن صاحبه، فإن هذا هو مصرف المال الحرام الذي لا يعلم مالكه وهذا الذي ذكرناه لك قد بيناه في فتاوى كثيرة، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 139763, 105674 3519، 56148.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني