الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للمضي قدما في التوبة من العادة السرية

السؤال

إن لي قصة طويلة سأحاول أن أوجز لكم في قصها.إذ بدأت مشكلتي في أني كنت فتاة أنتمي لأسرة كبيرة تهملني، فكنت أخلو بنفسي وألهو وحيدة ساعات طويلة، حتى وقعت في حب لعبة قبيحة وهي إيلام نفسي وإهانتها، فقد كنت أستمتع بذلك، ربما لأن ذلك كان يشعرني أني شخصية من شخصيات أفلام الكرتون التي أحبها، ويوما بعد يوم تطور بي الحال حتى صارت الإهانة أكبر من أن أضرب نفسي فقط، وتطورت لأن تكون إهانة أكبر، بأن أخلع ملابسي وأباشر التعذيب فيها بذاك الحال، كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري عندما بدأت بذلك.واستمر الحال بي حتى وقعت في حب شيء آخر وهو مداعبة الماء لي أثناء الاستنجاء، وبذلك أصبحت اللعبة أكثر متعة لي، وخطورة طبعا، ثم بلغت سن البلوغ وصارت متعتي أقرب لشيء آخر، إذ توصلت في سن الخامسة عشرة أن لعبتي أصبحت ذات متعة متعلقة بالمتعة الجنسية، ولم أكن أعلم لها اسما ولا أعي لها خطورة.كنت أشعر بالذنب وأحتقر نفسي كلما وصلت بلعبتي للمتعة التي أرجوها منها، وذات يومٍ قرأت أن ما كنت أفعله هو ما يسمى بالعادة السرية،والآن وقد تجاوزت العشرين من عمري وضقت ذرعاً بتأنيب الضمير والاحتقار لنفسي والخوف من الله وغضبهأرجو من الله أن يجعل على أيديكم أهل العلم الحل والفرج القريب بإذنهعلماً بأني قد حاربت نفسي على هذا مرات عديدة باءت بالفشل في كل مرة، فقد تعودت فعلي سنين طويلة وصار من شبه المستحيل علي أن أتركه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يعرف بالعادة السرية حرام على الرجال والنساء كما بيناه في الفتوى رقم : 7170، فالواجب عليك اجتناب هذه العادة المنكرة ، والتوبة إلى الله توبة صادقة، والتوبة الصادقة هي التي يراد بها وجه الله ويستعان به عليها ، وتكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له.

لكن ينبغي أن تعلمي أنّ أمر التوبة شديد على الشيطان لأنّها تهدم ما بناه ، ولذلك فهو يسعى بكل سبيل لصدّ الإنسان عن التوبة وتثبيطه وتخذيله عنها بوضع العقبات والحواجز ، ومن أكبر العقبات التي يضعها الشيطان للعبد في طريق التوبة اليأس وذلك بالإيحاء بالعجز والضعف عن الإقلاع عن الذنب، وتذكير العبد بأنه قد حاول من قبل فلم يستطع، وأنّه إن أقلع اليوم فسيعود غداً والطريق طويل ، حتى ييأس العبد وينكص عن توبته ، وعلاج ذلك بألا تنخدعي بهذه الأباطيل ، فالواجب عليك أن تقلعي عن هذه العادة فوراً وتعقدي العزم على عدم العود ولست مطالبة بالانشغال بما يكون في غد فهو في علم الله وحده ولا أحد غيره يعلم ما سيكون في غد ، ثمّ ما أدراك أنّك تعيشين إلى غد ؟ ثمّ على فرض أنّك ستعودين إلى الذنب، فإنّ التوبة الصحيحة تمحو ما قبلها، فتكونين قد ربحت مغفرة ما كان قبل التوبة ، فبادري بالتوبة وأزيلي عنك العوائق التي يجعلها الشيطان في طريق التائبين ويسد بها عليهم الطريق المستقيم، ثم اعلمي يقيناً بأنّ العبد لاحول له ولا قوة إلا بالله ، فإذا التجأت إلى الله وطرحت نفسك بين يديه وأعلنت له ضعفك وعجزك وطلبت منه العون على التوبة فلا شكّ أنّه سيجيبك ويحول بينك وبين المعصية و ينزع محبتها من قلبك ، وذلك على الله يسير

ونوصيك بالحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة والبعد عن كل ما يثير الشهوة ، والاعتصام بالله ، والحرص على تقوية الصلة به ، وشغل أوقات الفراغ بالأعمال النافعة ، وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات النفسية بالموقع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني