الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بفعل مندوب

السؤال

هل صح عنكم أو أطلعتم على أن هذا الكلام صحيح. أن أحد الأشخاص رأى الرسول صلى الله عليه وسلمفقال له قل لفلان ابن فلان يقرأ هذه الكلمات فمن قالهن تنصب عليه الرحمة كالمطر: الحمد لله الذي بدىء منه الحمد وإليه يعود، كل شيء كذلك لا إله إلا الله، اللهم اغفر لي شركي وكفري وتقصيري واغفر للمؤمنين والمؤمنات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا مانع من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، وهي رؤيا حق لمن رآه على صفته التي ذكرها من وصفوه من أصحابه رضوان الله عليهم، وهي موجودة في كتب الشمائل والسير، ففي الحديث: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي. رواه مسلم.

وأما الرؤيا المذكورة فلا نعلمها، وعلى فرض أنها وقعت فإن الرؤى ليست مصدرا لتلقي الأحكام، ومن ثم فإنه لا يحكم لهذا الدعاء بالصحة، بحيث يعتبر سنة ثابتة بسبب الرؤيا ،إلا أن معناه صحيح، وللرائي وغيره أن يدعو به لاشتماله على حمد الله وأن كل شيء يرجع إليه وطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى والدعاء للمؤمنين والمؤمنات.

وقد ذكر أهل العلم أن الرؤيا لا يثبت بها ما لم يثبت في السنة، فقد نقل النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض في الاحتجاج بما يراه النائم في منامه قوله: أنه لا يبطل بسببه -أي المنام- سنة ثبتت، ولا يثبت به سنة لم تثبت، وهذا بإجماع العلماء.

هذا كلام القاضي، وكذا قاله غيره من أصحابنا وغيرهم فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع ......إلى أن قال: أما إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بفعل ما هو مندوب إليه أو ينهاه عن منهي عنه، أو يرشده إلى فعل مصلحة فلا خلاف في استحباب العمل على وفقه لأن ذلك ليس حكما بمجرد المنام بل تقرر من أصل ذلك الشيء. والله أعلم. انتهى بحذف يسير.

وللاطلاع على صفات النبي صلى الله عليه وسلم، يرجى مراجعة الفتوى رقم: 36526 والفتوى رقم: 51979.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني