الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوج مسؤول عما يشاهده أهله في التلفاز

السؤال

أتقدم لكم بالشكر الجزيل لما تبذلونه للإجابات على الجميع: أفيدكم بأنني قبل 3 أيام كنت أجلس بجوار زوجتي لمشاهدة التلفاز وهي تتابع أحد المسلسلات التركية وأثناء متابعة المسلسل طلبت منها أن لا تشاهد هذا المسلسل مرة أخرى وبعدها تكرر نفس الموقف وقلت لها إذا رأيتك تشاهدين هذا المسلسل مرة أخرى فسوف أقوم بحذف القناة ففعلت وحذفت القناة وغضبت غضبا شديداً وقامت بضرب الريموت وكسره وقلت لها إن هذه ليست المرة الأولى، فهل تصرفي كان صحيحاً؟ أم أخطأت تجاهها؟ وغضبت أنا أيضا وهجرتها في الفراش وبيننا السلام فقط، علما بأنني عدة مرات إذا أخطأت هي، أو أنا أبادر بالاعتذار فقررت هذه المرة أن لا أعتذر لها، لأنها هي المخطئة، أتتفقون معي؟ وماذا أفعل؟ وكيف أتصرف معها؟ عمرها 22 سنة، وهل أأثم على ذلك؟ وهل كان تصرفي خطأ بحذف القناة رغم إفادتي لها بذلك؟ أفيدوني جزيتم خيراً عاجلا لو تكرمتم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن ذكرنا أن الغالب في المسلسلات التي تعرض من خلال التلفاز، أو غيره لا تخلو من محاذير شرعية كالموسيقى والصور الفاتنة ونحو ذلك، وبهذا الخصوص يمكن مطالعة الفتوى رقم: 1791.

فإذا كان هذا المسلسل الذي منعت زوجتك من مشاهدته مشتملاً على شيء من تلك المحاذير فقد أحسنت بمنعك إياها منه، وهي لا يجوز لها مشاهدته أصلاً ويتأكد أمر اجتنابها بمنعك إياها، فإن الواجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، كما بينا في الفتوى رقم: 52900.

وقد أصبت في حذفك هذه القناة، فالزوج راع في بيته ومسؤول عن رعيته وهو مطالب شرعاً بأن يعمل على ما يكون سبباً في نجاة أهله من النار، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}.

وتصرف زوجتك وقيامها بكسر جهاز التحكم كرد فعل على إغلاقك القناة فيه تعال ونشوز منها عليك، وعلاج النشوز يكون في خطوات بينها الشرع الحكيم، وهي مذكورة في الفتوى رقم: 1103.

وخلاصة الأمر أن تصرفك بإغلاق القناة صحيح، ولا تأثم به، بل نرجو أن تؤجر عليه ـ إن شاء الله ـ وننصحك بوجه عام بتحري الحكمة مع زوجتك وأن تعمل على تعليمها أمور دينها وتربيتها على الإيمان وطاعة الرحمن وأن تكون قدوة صالحة لها في الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني