الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمتاع بالأجنبية بدون إيلاج لا يوجب الحد الشرعي

السؤال

لدي مشكلة كبيرة جدا وهي أني أخطب شابة منذ سنة وزواجنا بعد أسبوع من الآن وحدث أني قبلتها وداعبتها بالمس حتى بلغ الأمر أن نزل مني المني وتكرر ذلك أكثر من مرة (مع العلم أن كلانا بملابسه) وبعد كل مرة ضميري يحرقني جدا وأتوب إلى الله وأعزم عدم العودة إلى ذلك والمشكلة هي العودة إلى ذلك أكثر من مرة أنا الآن زان وأريد أن يطبق علي الحكم الشرعي في ذلك وهو الجلد 80 جلدة والمشكلة أني لا أعرف من يقوم بذلك وأريد الحل مع العلم أن هذا الأمر أفسد حياتي والرجاء أن يكون الرد غير الاسغفار والتوبة وعدم العودة إلى ذلك لأني أخاف من عقاب الله في الآخرة وأريد أن يطبق علي حكم الله في الدنيا حتى ألقاة نظيفاوشكرا لسيادتكم

الإجابــة

الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على رسوله الأمين وآله أجمعين أما بعد :

فلا شك أن ما أقدمت عليه يعد خيانة وإثما ، وإذا كان الأمر كما ذكرت من أن ما حصل كان من وراء الملابس، يعني أنه لم يحصل إيلاج للحشفة في الفرج فإنه ليس في ذلك حد حتى ولو رفع أمرك إلى الحاكم ، وإنما الواجب في ذلك هو التوبة الصادقة والاستغفار والندم، أما إذا حصل إيلاج للحشفة في الفرج فإن هذا هو الزنا، وإنما يجب فيه الحد إذا بلغ إلى الحاكم وشهد على ذلك أربعة شهود أو اعترف الزاني وشهد على نفسه أربع شهادات .
والأولى لمن ابتلي بذلك أن يستتر بستر الله عليه ولا يفضح نفسه، وتكفيه التوبة الصادقة. قال الله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )[ الزمر : 53 ] وقال سبحانه ( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً *يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً *إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً)[الفرقان : 68: 70 ] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله " رواه الحاكم والبيهقي، وصححه السيوطي وحسنه العراقي .
أما قولك : الرجاء أن يكون الرد غير الاستغفار والتوبة وعدم العودة ، فهذا يدل على خوفك من الله وصدق توبتك وحرصك على الخير، ولكن تأكد أن هذا هو الحكم الشرعي في المسألة، وأن ذلك سيكفر عنك ذنبك وستلقى الله نظيفاً إن شاء الله إذا صدقت في توبتك ، كما يجب أن تأمر خطيبتك بالتوبة الصادقة .
تنبيه : جلد الزاني البكر عند توافر الشروط هو: مئة جلدة وليس ثمانين .
والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني