الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توضيح حول حديث (فذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله..)

السؤال

جاء عن عتبة بن عبدٍ السّلمي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القتلى ثلاثة: مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، فإذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: فذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة.
ومؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء.
ومنافق جاهد بنفسه وماله، فإذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فذاك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق. رواه الدارمي، وصحح إسناده الألباني في مشكاة المصابيح وحسنه في صحيح الترغيب والترهيب.
وقد جاء هذا الحديث أيضاً بلفظ: فذلك الشهيد المفتخر في خيمة الله.
وجاءت رواية أخرى فيها: في جنة الله تحت عرشه، أو كذا قال.
وسؤالي: هل المقصود به أن الخيمة التي تحت العرش تكون للشهيد وقت الحساب، كحال من يستظل بالظل يوم القيامة؟ أم أن المقصود أن هذه الخيمة تكون في الجنة وليست في عرصات القيامة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث صححه أهل العلم - كما ذكرت - ولم نقف لهم على قول يبين مكان الخيمة المذكورة فيه، ولكن ظاهره يفيد أن ذلك في الجنة، وليس في عرصات القيامة قبل دخول الجنة، كما بينته رواية البيهقي في الشعب: في جنة الله تحت عرشه ـ والتي أشرت لها.

وفي صحيح البخاري في وصف الفردوس وهو أعلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: وفوقه عرش الرحمن. ويؤيد هذا سياق الحديث وأنه جاء لبيان مصير هؤلاء المذكورين ومنزلة الشهداء عند الله تعالى وتفاوت درجاتهم ومنازلهم في الجنة، ولا يمنع ذلك أن يظلهم الله بظله قبل دخول الجنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني