الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز الاستمناء بفم الزوجة، وهل يجوز بلع شيء من الماء الخارج بقصد أو بغير قصد، نحن نعيش في بلاد المسلمين فيها أقلية قليلة جداً جداً، وقد سألتني صديقتي هذا السؤال وتقول إن زوجها رجل ضعيف الإيمان وقد يمارس ذلك (الاستمناء بفم المرأة) مع نسوة غير مسلمات (زنا) وهي تريد أن تحصنه. فهل يجوز لها فعل ذلك، وتقول إن في هذه البلاد معروف بأن ماء الرجل إذا بُلع أو دُهن به البشرة يكون مفيداً جداً على البشرة لاحتوائه على المادة الحية وغير ذلك، ما مدى صحة هذه المعلومة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا أنه يجوز لكل من الزوجين أن يستمتع بجسد صاحبه إذا اجتنبا ما نص على تحريمه، انظري الفتوى رقم: 2146. وما ذكرته السائلة مخالف للآداب الرفيعة، والأخلاق النبيلة، ومناف لأذواق الفطر السوية، وقد بينا أن ابتلاع المني لا يجوز ولو عند من يقول بطهارته لما فيه من القذارة، وراجعي الفتوى رقم: 22228.

والمسلمون هم المهتدون وهم من على الصراط السوي، فيجب أن لا يكونوا تبعاً مقلدين من أمروا بمخالفته، ولذلك فإن عليك أن تنصحي صديقتك وتبيني لها أنه لا يجوز لها ابتلاع المني، ولا يبرر ذلك فعل الناس له أو طلب زوجها أو خوفها عليه من فعله مع الأجنبيات، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. صححه الألباني.

كما أن عليك أن تبيني لها أن عليها أن تنصح زوجها بتقوى الله تعالى والابتعاد عن مخالطة النساء الأجنبيات وكل ما حرم الله تعالى، وفي خصوص دهن البشرة بالمني فإنه غير مباح أيضاً عند من يقول بنجاسة المني، وأما من يرى أن المني طاهر فإنه قد لا يحرم عنده التدهن به، ولكنه أمر مناف للخلق الرفيع فينبغي تجنبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني