الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عقد النكاح بدون موافقة الولي

السؤال

توجد مشاكل تكون أغرب من الخيال، ويصعب أن يصدقها أحد، ولكنها تحدث. أنا بنت عندي 24 سنة، وحيدة، ووالدي متوفى، وليس لي غير والدتي، وهي أيضا. المهم لي ابن خال أحببته وأنا عندي15 سنة وهو لم يكن يعرف، ولا أنا حاولت أصارحه بذلك، واحتفظت بمشاعري لنفسي إلى أن دخلت الكلية التي هو معيد فيها.
في الفترة هذه اقتربنا من بعض إلى أن بدأ هو واعترف لي بمشاعره وحبه لي، كنت في وقتها حاسة أني أسعد واحدة في العالم، وربنا عوضني عن كل حاجة خسرتها، كان هو كل شيء بالنسبة لي. أب فقدته وأخ افتقدته، وصديق واقف جنبي دائما، وحبيب لن يتركني أبدا، وحصل الذي تتمناه كل بنت، تقدم لي وكلم والدتي، لكن الذي حصل أنها رفضته لأسباب ومشاكل بينها وبين والده الذي هو أخوها، وهو لم يستسلم بسهوله، تقدم لي أكثر من مرة لكن رأي والدتي لم يتغير، وأنا كذلك ما غيرت رأيي، واستمررت في حبي له خمس سنين، وحتى انتهيت من الكلية، واشتغلت، ومن هنا تبدأ المشكلة، أنه قال لي لا بد أن يكون لحكايتنا هذه نهاية، إما أن نتزوج ونحافظ على حبنا، أو ننهي الموضوع، فكرت وقررت أني لن أضيع حب عمري لأني لن أستطيع أن أحب أحدا غيره. وهو أيضا ابن خالي، وسيخاف علي ولا ذنب له بالمشاكل التي بين والده ووالدتي، ورفض والدتي ليس له مبرر كاف بالنسبة لي، وحصل وتزوجنا وكان زواجا شرعيا لأني كان سني يسمح لي لكني أصررت على شرط أن والدتي لا تعرف لأني كنت خائفة أنها تغضب وتتعب، وهو وافق وظروفي كانت تسمح بذلك لأن عملي في مكان غير الذي والدتي تسكن فيه، فكنت تقريبا مقيمة في مكان عملي، كنت في الأول سعيدة، إلا أنه بعد وقت قصير أحسست بالذنب تجاه والدتي، وبدأ يزيد، واستحوذ هذا الأمر على تفكيري، وهو حاول يساعدني ويقول لي إننا لم نعمل شيئا خطأ، وهو تقدم لي أكتر من مرة، وهي رفضت، والموضوع زاد أكثر لما عرفت أني لن أقدر أن أنجب أطفالا، أحسست أن السبب في ذلك أني عملت هكذا من غير رضا وموافقه والدتي، صارت حياتي جحيما، لا أدري ماذا أعمل، وهو قال لي أنه سيكلمها ويعرفها لكن أنا خائفة من رد فعلها، ولا أدري ما الذي سيحدث عندما تعلم، أم أتركه لكني أحبه وهو كذلك، لدرجة أنه والله لا يهمه موضوع الأطفال، وأنا لن أقدر أعيش من غيره. لا أدري ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فزواج المرأة بدون ولي باطل عند جمهور العلماء – سواء كانت صغيرة أم كبيرة- خلافاً للإمام أبي حنيفة (رحمه الله) الذي يرى صحة تزويج المرأة الرشيدة نفسها، ومذهب الجمهور هو الراجح، وانظري الفتوى رقم: 111441.

وليس للأم ولاية في تزويج ابنتها، فالولاية في الزواج تختص بالذكور ولا مدخل فيها للنساء، وأحق الناس بتزويج المرأة أبوها ثم جدها، ثم ابنها ، ثم أخوها الشقيق ، ثم الأخ لأب، ثم أولادهم وإن سفلوا، ثم العمومة، وانظري في ذلك الفتويين : 63279، 22277.

وعلى ذلك فإن كان هذا الرجل قد عقد عليك دون ولي ولم يحكم بصحة هذا النكاح قاض شرعي .فالعقد باطل، والطريق الصحيح لاجتماعكما هو تجديد العقد بحضور وليك أو وكيله ، واعلمي أن الولي لا يملك منع المرأة من الزواج بكفئها، وإلا كان عاضلاً لها، وفي هذه الحال يحقّ لها رفع أمرها للقاضي ليزوجها أو يأمر وليّها بتزويجها ، كما بينّاه في الفتوى رقم : 79908

و أما أمك فينبغي أن تجتهدي في إقناعها بالموافقة على زواجك من هذا الشاب ، وتستعيني في ذلك بمن له تأثير عليها من الأقارب أو غيرهم ، فإن أصرّت على الرفض فلا يلزمك طاعتها في ذلك. وانظري الفتوى رقم : 20914

لكن على كل حال فإن عليك بر أمك والإحسان إليها، وطاعتها في المعروف، فإن بر الأم من أوجب الواجبات ومن أفضل القربات .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني