الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حول تقلد كثير من الشافعية وغيرهم مذهب الأشاعرة

السؤال

لاحظت أن كثيراً جداً من الشافعية أشاعرة رغم أنهم أهل حديث، فلماذا الشافعية بالذات فقد كنت أظن أن لو كان أحد المذاهب الأربعة تكثر فيه هذه البدع فسيكون الحنفية لميلهم للرأي والكلام وقلة ما بأيديهم من الأحاديث لتشددهم فيها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما لاحظته من كون كثير من الشافعية أشاعرة صحيح، وليس تقلد مذهب الأشاعرة في الاعتقاد مقتصراً على الشافعية، بل كثير من المالكية وبعض الحنابلة كذلك تقلدوا مذهب الأشعري في الأصول، وكثير من أئمة الشافعية المعتنين بالحديث قد وافقوا السلف وأهل الحديث في مسائل من الأصول مخالفين الأشاعرة في ذلك وإن وقع في كلامهم موافقة الأشاعرة في مسائل، وبسط هذا يطول، وعلى كل فإن الأشاعرة هم أقرب فرق المتكلمين إلى مذهب أهل الحديث وأصحاب الأثر، وقد ذكرنا طرفاً من ثناء شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عليهم، وهو من هو في التمسك بمذهب السلف، فانظر بيان ذلك في الفتوى رقم: 146197.

وليس الموجب لتقلد من تقلد منهم مذهب الأشاعرة هو الجهل بالنصوص، بل ممن اعتقد مذهب الأشعري في الأصول جهابذة محققون في الحديث لهم به دراية واسعة، وإنما أوجب ذلك تأويلهم لظواهر بعض النصوص اعتماداً على مقدمات عقلية اعتقدوا صحتها، أو فراراً من لوازم باطلة ظنوا لزومها من اعتقاد ظواهر هذه النصوص، وعلى كل حال فالخطأ لا يعرى عنه إنسان، فيقبل الصواب ممن جاء به ويرد الخطأ على صاحبه ثم إن كانت له في نصرة الدين ونشر العلم منزلة فإن خطأه لا يوجب إهدار حرمته والحط من مكانته ولكن ترجى له المغفرة بحسن قصده وبلائه في خدمة الشرع، وهذه الجملة المختصرة كافية في إزالة ما حصل لك من لبس وإشكال في كون كثير من الشافعية على علمهم بالحديث قد تقلدوا مذهب الأشاعرة في الأصول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني