الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سمعت بأن أهل زوجها قرروا مقاطعته فهل تخبره بذلك أم تسكت

السؤال

سؤالي هو أنني زوجة منذ 3 سنوات، وأخو زوجي كان يعرفنا قبل زواجي، وعندما قرر أخوه الزواج رشحني زوجة له، وتزوجنا وبعد زواجنا بقليل صار أخوه يوقع بيني وبين زوجي حتى تصير مشاجرات بيننا، لدرجة أن زوجي شك أنه كان لي علاقة بأخيه قبل زواجي منه، ومرت هذه الأيام وأصبحت العلاقة بيننا وبين أخيه مستقرة ولم تحدث مشاكل جديدة، حتى أن سافرت مع زوجي للإمارات، وبعد ما سافرت حدث مشاكل بين زوجي وأخيه على الميراث، وأثناء هذه المشاكل اتهمني بأنني كنت على علاقة غير شريفة به قبل زواجي؛ حيث إنه أرسل رسالة لزوجي على الموبايل يخبره بهذا الكلام، ولكن زوجي لم يصدقه لأنه يثق في، ومرت أيضا هذه الأيام ولم يحدث ما يتمناه أخوه، وبعدما صارت هذه المشاكل، وعندما علم باقي إخوان زوجي بما حدث، قرروا أنهم لا يريدون معرفة زوجي ثانياً، وأنهم لا يريدونه أن يدخل بيتهم، مع العلم أن زوجي لا يعرف بذلك، وأنني فقط التي أعلم ذلك من والدتي؛ لأن والدتي تعرفهم جمعياً، وأنا الآن لم أخبر زوجي بما قالوه خوفاً من أن أكون سبباً في قطع صلة الرحم بينهم، ونحن الآن نجهز أمورنا للنزول إلى مصر لقضاء الإجازة وزوجي بدأ بجلب الهدايا لأخواته لكي يزورهم عند نزوله لمصر.
السؤال الآن هل يجب علي إخبار زوجي بما قاله إخوانه؟ أم أتركه لا يعلم؟ ولكني خائفة على زوجي من أن يذهب إليهم ويردوه، وأخشى أيضا أن أقول لزوجي في هذه الأيام يعتقد أنني أقول ذلك حتى لا يذهب لزيارتهم، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجب عليك إخبار زوجك بهذا الأمر، بل لا يجوز لك إخباره بذلك لأنه أولا مجرد خبر نقل إليك فما يدريك أن يكون صحيحا.

ولأنه إن كان ذلك واقعا فعلا فنقله إليه قد يكون سببا في إفساد العلاقة بينه وبين إخوانه وإيغار صدره عليهم، وفي هذا نوع من النميمة.

وراجعي فيها الفتوى رقم: 40863. ولأنهم إن كانوا قد عزموا على قطيعته فقد يستحون إذا جاءهم ويتراجعون عن قرارهم.

ثم إن هذه الهدايا التي سيهديها إليهم قد تكون سببا في إزالة الضغائن من قلوبهم، ثبت في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده والترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا فإن الهدية تذهب وغر الصدر. حسنه شعيب الأرناؤوط في تخريجه لأحاديث المسند.

وإن صح ما ذكرت من أن أخا زوجك يريد أن يوقع بينك وبين زوجك وأنه أخبره بأنك كنت على علاقة معه قبل الزواج فقد أتى منكرا من القول، فينبغي أن ينصح بالتوبة ويذكر بالله تعالى وبأن ما يقوم به من شأن السحرة والشياطين في السعي في التفريق بين الأحبة.

روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت.

ونوصيك وزوجك بالاعتصام بالله فهو الذي يجير ويحمي من كيد الكائدين، وينبغي أن تسود بينكما الثقة فلا يرجع أحدكما الوراء للبحث في ماضي الآخر فالعبرة بما عليه حال كل منكما الآن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني