الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقت أذكار الصباح والمساء ووجوب المبادرة إلى قضاء الفوائت

السؤال

هل يجوز أن نقدم ورد المساء إلى ما بين الظهر والعصر، وإن فاتنا تأدية أذكار المساء، فهل يتوجب علينا قضاؤها حتى بعد المغرب؟
لم أبدأ الصلاة إلا في سن متأخرة يعني عندي ما يناهز الستة عشرة سنة فوائت، و بحكم ضيق الوقت والإنهاك بدأت أشعر بتراخ في تأديتها. فهل أعتبر آثمة؟ مع أني لا أتخادل أبدا في تأدية النوافل المترتبة و قيام الليل، بارك الرحمن فيكم وفي موازين أعمالكم، اللهم آمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا أن أذكار الصباح تقال في الوقت الذي يسمى صباحاً، والصباح يبتدئ بنصف الليل وينتهي بالزوال، وأذكار المساء تقال في الوقت الذي يسمى مساء، والمساء يبتدئ بالزوال وينتهي بنصف الليل.

إلا أن أفضل وقت لأذكار الصباح- كما قال العلماء- هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وأفضل وقت لأذكار المساء ما بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس لقول الله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ {قّ:39}

فإذا لم تذكري في هذين الوقتين فلك أن تذكري أذكار الصباح من منتصف الليل إلى الزوال، وتذكري أذكار المساء من بعد الزوال إلى منتصف الليل.

وانظري الفتويين التالية أرقامهما:13621، 14709. وما أحيل عليه فيهما. والواجب قبل كل هذا وقبل ما ذكرته من المحافظة على النوافل: قضاء الفوائت والمحافظة على الفرائض فقد صح عن نبينا- صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه تبارك وتعالى: ... وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه.. الحديث. رواه البخاري. وقال الأخضري المالكي في مختصره: ولا يتنفل من عليه القضاء، ولا يصلي الضحى ولا قيام رمضان..."

ولذلك فإن عليك أن تبادري بقضاء ما عليك من الفوائت كيفما تيسر لك بدلا من المحافظة على النوافل، وكل تراخ أو تفريط فيها يعتبر صاحبه آثما قال الأخضري " يجب قضاء ما في الذمة من الصلوات، ولا يحل التفريط فيها". فإذا كان ما بقي عليك من الفوائت كثير فعليك أن تقضي في اليوم الواحد صلاة يومين على الأقل إلا إذا تعذر ذلك فتقضي في اليوم الواحد خمس صلوات.

وانظري الفتوى رقم: 44367 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني