الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية الأساليب المشوقة للآخرة إن خلت من المحاذير

السؤال

بارك الله فيكم: في فترة انتشار الرسائل المجانية وردت على جوالي رسائل بخصوص الجنة والقبر أود أن أستفتي في حكم تداولها ومدى صحتها:
1ـ دار للبيع هل من مشتر؟.
اسم الدار: الجنة.
عدد أبوابها: ثمانية.
مفتاحها: لا إله إلا الله.
الموقع: الفردوس.
نوع البناء: لبنة من ذهب ولبنة من فضة.
المساحة كعرض السماء والأرض.
الثمن: أن لا نشرك بالله شيئاً.
الاستلام: يوم القيامة.
والرسالة الثانية:
نصيحة ثمينة: أثث قبرك بأجمل أثاث: الصلاة, الصدقة, القرآن, حب الخير للناس.
بارك الله فيكم: ما حكم تداول مثل هذه الرسائل وتناقلها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدعوة إلى الجنة وإلى جعل القبر روضة جميلة أمر محمود فالله تعالى يدعو إلى دار السلام، كما في آية من سورة يونس: وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ {يونس:25}.

وكما في قوله تعالى في سورة البقرة: وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ {البقرة: 221}.

وفي صحيح مسلم: أنه صلى الله عليه وسلم قال لأهل بدر: قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض. انتهى.

واستعمال الأساليب المشوقة في الاستعداد للآخرة والسباق إلى الجنة أمر مشروع في الأصل بشرط الالتزام بالصدق وعدم القول على الله بغير علم، وما في هذا السؤال ليس فيه من المعلومات ما ينكر ولا نرى مانعا من نشرها، وإن كان الأولى الاهتمام بنشر نصوص الوحيين، لأن تأثيرها في القلوب أقوى ولأن أسلوبها أبلغ وأهدى وأشد تشويقا وقد قال الله تعالى: قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ {سبأ:50}.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ عن الورقة التي نشرت منذ سنوات باسم رحلة سعيدة فتحفظ على بعض فقراتها لما فيها من الكذب، ورغب في أن يكتب بدلها شيء من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني