الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مساعدة القريب إذا أدت إلى تضييع حق الزوجة والأبناء

السؤال

أخبرني شخص قائلا: كان أبي يرسل لعمتي نقودًا كثيرة، لأنها مطلقة ولها 3 أبناء، بالرغم من أنها تعمل ولكن هذا كان على حسابنا ـ أنا وأمي ـ فأمي كانت تساعده في كل ما يحتاجه، أو تتكفل بالموضوع كله، لأنها مقتصدة، على عكسه، وكان لا يشعر بفضلها، وكان يهينها، وكان وكان، وأمي تصبر وتصبر، وتحتسب الخير الذي فعلته فيه عند الله، أريد أن أسألكم: ما مصير أبيه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الأب ـ سامحه الله ـ من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فنرجو أن يعفو الله عنه، فمساعدته لأخته وأبنائها عمل خير يشكر عليه ويؤجر ـ إن شاء الله تعالى ـ ولكن إذا كان ذلك على حساب زوجته وأبنائه وتضييع حقوقهم الواجبة، فإن هذا من الإثم وتضييع الأمانة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. رواه أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط.

كما أن من الإثم أذيته لزوجته وإهانتها بغير حق شرعي، قال الأخضري المالكي في مقدمته: ويجبُ عليه حفظ لسانه من الفحشاء والمنكر والكلام القبيح، وانتهار المسلم وإهانته، وسبه وتخويفه في غير حق شرعي.

ومع كل هذا، فإنه لا يمكن الجزم بمصيره، وكل ما يمكن أن يقال عنه هو أنه إذا لم يتب من ذنوبه ويسامحه أهل الحقوق بحقوقهم فإنه يكون مستحقا لأن يعاقب، ولكن الله قد يمن عليه بفضله ورحمته.

أما هذه الأم الصابرة المحتسبة: فإن لها الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله، كما قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}.

وقال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني