الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر الزوج لأجل العلم وترك زوجته وأطفاله

السؤال

هل يجوز أن يسافر الزوج إلى بلاد أخرى لمدة غير معلومة لطلب العلم الشرعي، وترك زوجته و 3 أطفال لا معين لهم غيره؟ فهذا ما يريد زوجي فعله؛ علما أنني لا أستطيع الفراق عنه، ولا أستطيع تحمل مسؤولية الأطفال وحدي. أليس هو مسؤولا عنهم، فهو يريد الذهاب وترك كل شيء على عاتقي؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حقك شخصياً على زوجك ألا يغيب عنك فوق ستة أشهر من غير عذر، وانظري الفتوى رقم: 10254، فإن سافر زوجك ولم يزد في غيابه عنك فوق ستة أشهر، وكان ينفق عليك وعلى أولاده بالمعروف، بما في ذلك كل ما يحتاجونه من غير الأكل والشرب والمسكن، فلا حق لك في الاعتراض عليه، بل إن سفره لطلب العلم الشرعي عمل صالح ترجى بركته في الدنيا والآخرة، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: .. من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة. رواه مسلم.

لكن إن قدر على أن يطلب العلم في بلده أو ينقلكم معه إلى البلد الذي يريد السفر إليه فذلك أولى وأفضل، أما أن يسافر ويترك أولاده في ضياع لا نفقة ولا رعاية هذا لا يجوز بحال من الأحوال، وقد قال صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت. رواه أبو داود.

ولتعلمي أن رعايتك لأولادك وإحسانك في تربيتهم من أعظم الأعمال التي تنفعك - بإذن الله - في الدنيا والآخرة. وننبه إلى أن الأصل في علاقة الزوجين التواد والتراحم والتفاهم، ومراعاة كل منهما لظروف الآخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني