الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم هدية المقاول للمهندس المشرف على العمل

السؤال

الشكر الجزيل للقائمين على أمر هذه الواحة الوريفة، وفقكم الله لخدمة الأمة الإسلامية والعربية.قدّم أحد المقاولين هدية للمهندس المشرف عليه، وعندما رفضها المهندس أقسم المقاول أنها ليست لتسهيل العمل، ولا لغض الطرف عن جودة الأعمال بمعنى أنها ليست لمصلحة، بل تعبيرا عن أخوة تربط بين الزملاء في الموقع، ولأنه علم (المقاول) بحاجة المهندس لتلك الهدية عن طريق نقاش تم بوجود مجموعة من الزملاء قبل يوم من ذلك، ودلل المقاول على صدق نيته بأن الأعمال سارت وتسير بصورة مرضية للجميع، وليس هناك سبب يدعو لتقديم هذه الرشوة. فهل هذه تعتبر رشوة أم أنها هدية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه الهدية وإن كان قصد صاحبها منها حسنا، لكنها قد تؤثر على المشرف، فيتغاضى عن عمل المهندس وتقصيره، ولذا فهي ممنوعة ما دامت في إطار العمل، والأبعد عن الشبهة هو التورع عنها وتركها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: هدايا العمال غلول. صححه الألباني.

وقال لرجل كان عاملا على الزكاة وقد أهديت له هدية: ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده؛ لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه. رواه البخاري ومسلم.

وبالتالي، فلا يجوز قبول تلك الهدية إلا إذا أذنت جهة عمل المهدنس له فيها، وكان الإذن ممن يملكه وله الحق فيه. كما بينا في الفتوى رقم: 28968 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني