الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عادتها ثلاثة أيام ثم ينقطع الدم عنها ثلاثة أيام ثم تجد نقطة دم صغيرة

السؤال

بالنسبة لسؤالي فهو عن الطهر من الحيض، فأنا تأتيني العادة لفترة ثلاثة أيام متواصلة، ثم ينقطع الدم تماما لمدة يومين أو ثلاثة وأحيانا أكثر، ثم أجد نقطة دم صغيرة بعد ذلك، فأعتمد الثلاثة أيام الأولى فقط وأغتسل، ولا أعيد الغسل بعد ذلك. فهل أنا على صواب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف العلماء في ما تراه المرأة من الدم بعد انقضاء مدة العادة، هل يعد حيضا أم لا بد من تكرره ثلاثا ؟ والراجح عندنا هو أن كل ما تراه المرأة من دم في زمن الإمكان فإنه يعد حيضا. وبناء عليه، فليس ما تفعلينه صوابا، بل الواجب عليك أن تعيدي الاغتسال بعد رؤية هذه القطرة من الدم؛ لأنه دم في زمن يصلح أن يكون فيه حيضا فيعتبر حيضا. وراجعي الفتاوى التالية أرقامهما : 118286,100680,145491.

وعليه؛ فالواجب عليك فيما يستقبل أن تغتسلي بعد انقطاع تلك القطرة من الدم لكونها حيضا كما مر. وأما حكم ما مضى، فمبني على الخلاف في هذا الدم، فإن كانت هذه القطرة لم يتكرر نزولها ثلاث مرات فليست حيضا عند الحنابلة، ولا حرج في الأخذ بهذا القول المرجوح بعد وقوع الفعل لما بيناه في الفتوى رقم : 125010من أن الفتوى بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل وصعوبة التدارك مما سوغه كثير من العلماء.

وأما إن تكرر نزول هذه القطرة ثلاث مرات فثبت كونها عادة لك فيجب عليك قضاء ما صليته من صلوات بعد رؤية هذه القطرة ودون اغتسال عند جمهور العلماء؛ لأنها دين في ذمتك فلا تبرئين إلا بقضائها.

وفي وجوب القضاء عليك خلاف انظري لتفصيله الفتويين رقم : 109981. ورقم : 125226. ولمعرفة كيفية القضاء انظري الفتوى رقم : 70806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني