الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من حسن العشرة الإساءة لأقرباء الزوجة بحضرتها

السؤال

لدي سؤال أرجو الإجابة عليه في أقرب وقت ممكن، أريد أن سأل بخصوص الزوج عندما يكون على خلاف مع أخي زوجته ولا يريد أن يتحدث إليه بسبب أن أخا الزوجة سبب له الإهانة رغم مرور عدة أشهر وعندما تتحدث الزوجة مع زوجها في بعض الأمور يتذكر أخاها ويقوم بالسب بألفاظ بذيئة يصفه بأنه غبي، أو ثور إلى غير ذلك، والزوجة تنبهه وتقول له إنها لا ترضى هذا الكلام على أخيها، لأن له احترامه عندها وهو لا يبالي فقد يكمل مسبته، وللعلم هي منذ زواجهم لم تأت بكلمة بذيئة على أهله، ولكنه يقوم أحيانا بسب أهلها وهي لا ترضى عن تصرفه هذا وتقول له، ولكنه لا يراعي شعورها ولا يراعي احترام أهلها رغم أنها أخبرته أن أهلها لم يأتوا بكلمة غير لائقة له ولا يتكلمون عنه وهي تتضايق كثيرا من تصرفه هذا، فماذا تفعل من ناحية الشرع؟ وكيف تنصحه؟ علماً بأنه ما زال متكبرا ومغرورا ويعامل زوجته كأنها لا تعلم شيئا عن أمور الدنيا وهذه الزوجة قد تكون أحيانا أفهم منه في بعض الأمور وهي التي تنبهه في أشياء لا تخطر بباله ولكنها في نفس الوقت لا تبين أنها أفضل منه، وهذه الزوجة تريد أن تصفي القلوب بينه وبين أخيها رغم أن أخاها طلب منها أن يتحدث معه حتى يعلم ما ينقص من أمور بناء المنزل، لكن زوجها رفض أن يتكلم معه، لأن الخلاف هو موضوع بناء المنزل وها هو زوجها أصبح ينهي أمور المنزل حتى يسكنوا فيه والزوجة أيضا تقدر جهد أخيها عندما بنى منزلها وهو لا يقدر وأخو الزوجة يحب أبناء أخته كثيرا، والسؤال: هل من المعقول أن يستمر الخصام إلى أن يكبر الأبناء؟ وهذا الزوج قلبه مليء بالحقد من ناحية أخي زوجته ودائما يقول إن الأبناء يجب أن نجمع لهم أموالا والزوجة تخبره أن كل واحد يأتي في هذه الدنيا ورزقه معه وإن رب العالمين لا يأتي بابن آدم في هذه الدنيا إلا ورزقه معه وهو لا يريد أن يقتنع بكلام زوجته ويخبرها أنها لا تعلم من أمور الدين شيئا رغم أنه يصلي الفروض في المسجد ويمنع زوجته من التعطر خارج المنزل ويغار عليها غيرة حميدة وهي تحس بوجوده، لأنه يغار عليها مثل هذه الغيرة مع أنه عندما حدث خلاف بين أخيها وبينه قام هو بطرد زوجته وأبنائه من منزله وتركها في منزل أهلها مدة 9 أشهر وأنجبت له طفلا ثالثا ورفض أن يراه وفي تلك الفترة لم يصرف عليهم، فماذا تفعل الزوجة من ناحية هذه الأمور؟ ولا يقتنع أن الرزق عند رب العالمين وليس بجمع الأموال وأشكركم جزيل الشكر وأنتظر الرد في أسرع وقت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن جميل المعاشرة بين الزوجين أن يحسن كل منهما إلى أهل الآخر ويعينه على بر والديه وصلة أرحامه ويتغافل عن هفواتهم وزلاتهم، فذلك مما يجلب المودة والألفة بين الزوجين، وليس من حسن العشرة الإساءة إلى أقرباء الزوجة بحضرتها، بل ذكر بعض العلماء أن للزوجة الحق في طلب الطلاق في مثل هذه الحال، قال الدردير: ولها ـ أي للزوجة ـ التطليق على الزوج بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعا كهجرها بلا موجب شرعي وضربها كذلك وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون كما يقع كثيرا من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق.

لكن الذي ننصحك به إذا كان زوجك يسب أخاك، أو غيره من أهلك أن تنصحيه برفق وأن تسعي للإصلاح بين أخيك وزوجك وتجتنبي ما يعكر صفو العلاقة بينهما، ويجوز لك أن تتكلمي إلى كل منهما وتنقلي له عن الآخر ما يجلب المودة بينهما ويذهب الشحناء ـ وإن لم يكن واقعا ـ وليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم

وأما بخصوص جمع المال من أجل الأولاد: فلا مانع من ذلك إذا كان طلب المال من وجوهه المشروعة مع أداء حق الله فيه، مع اليقين بأن الله هو الرزاق، وأن الجنين يكتب رزقه وهو في بطن أمه، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا. {هود: 6}.

وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِى بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نطفة ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِىٌّ، أَوْ سَعِيدٌ. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني