الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذر إن استمنى أن يصوم أياما فهل يسوغ زيادة أيام الصوم بنذر آخر

السؤال

منذ صغري أفعل الاستمناء دون أن أعرف ماهية الذي أفعله، وعندما علمت أن ما أفعله يسمى استمناء، وأنه محرم حاولت أن أتخلص من إدمان هذه العادة، فقرأت على النت أحد الشباب يشرح طريقة للتخلص منه بأن تنذر مثلا صيام عدة أيام كلما فعلت تلك العادة.وعندما قرأت هذه الطريقة كان عمري في حدود 16 عاما، فطبقت هذه الطريقة بأن نذرت أن أصلي 20 ركعة وقراءة 3 أجزاء قرآن كلما فعلت الاستمناء، على أن يطبق النذر في نفس يوم الاستمناء، وفي ذلك الحين (أي عندما أطلقت النذر ) كانت معرفتي الفقهية ضعيفة، وبعد مرور سنين أدركت مشكلة، وهي ماذا سأفعل حين أتزوج؟ مثلا إذا نظرت إلى زوجتي عارية فنزل مني مني، وهذا سيتكرر كثيرا، وأنا أعرف أن الاستمناء لا يقتصر على استخدام اليد، بل قرأت أن الاستمناء يشمل كذلك إنزال المني جراء نظر أو لمس القضيب بأي شيء. قرأت ذلك التعريف عن الاستمناء خلال فتاوى فقهية، وكذلك في مصطلحات طبية، أنه لا يقتصر على اللمس باليد، وقرأت أنه يمكن الانتقال من النذر إلى خير منه.فهل يجوز لي أن أرفع النذر مثلا إلى 50 ركعة و 5 أجزاء قرآن، لأن نفسي بدأت تستسهل النذر القديم، ووقعت أحيانا في الاستمناء، ولو يمكن رفع النذر ماذا أقول كلفظ للنذر؟ هل أنذر مثلا أن أصلي 30 ركعة وجزئين؟ فينتج بذلك وجود نذرين قديم وجديد مجموع كل منهم 50 ركعة و5 أجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أن الاستمناء مصدر استمنى أي طلب خروج المني كما في الموسوعة الفقهية، فخروج المني نتيجة النظر لا يدخل في مسمى الاستمناء، وانظر الفتوى رقم: 150983.

كما أن الاستمتاع بالزوجة نظرا وملامسة وغير ذلك جائز، وخروج المني نتيجة ذلك لا حرج فيه على المكلف، فلا يدخل في نذرك؛ لأنه إنما وقع على الاستمناء المحرم كما هو واضح.

وأما ما سألت عنه بخصوص تغيير النذر فإنه لا يلزمك إلا ما نذرته.

وننبهك إلى أن نذرك هذا هو المعروف عند العلماء بنذر اللجاج، ويجب عليك فيه أحد أمرين، إما الوفاء به، وإما كفارة يمين، وانظر الفتوى رقم: 138508، وانظر الفتوى رقم: 139887، لبيان حكم تكرر الكفارة في نذر اللجاج.

واعلم أن الواجب عليك ترك الاستمناء طاعة لله تعالى، وحياء منه وخوفا من عقابه، ولا ننصحك بالإقدام على النذر للكف عن المعصية، ولكن عليك أن تكثر التفكر في أسماء الرب وصفاته، وتتفكر في الموت وما بعده من أهوال، وتستحضر اطلاع الله عليك ومراقبته لك، فإن ذلك من أعظم الزواجر عن المعاصي عموما. وانظر الفتوى رقم: 148401. نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني