الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقع الطلاق إذا قال أنا مش عايزك دون قصد إيقاعه

السؤال

رأيت في الحلم أن شخصا دخل بيتي دون معرفتي، وضربته، وغضبت من زوجتي، وكان عندي إحساس أثناء الحلم أن هذا حلم وليس حقيقة، وأنا في داخل الحلم كنت أتحاشى أن أنطق بأي كلمة تدل على الطلاق، ولكني في النهاية استيقظت وهذه العبارة على لساني عند الاستيقاظ ( أنا مش عايزك )
فخفت من أثرها على العصمة الزوجية لاسيما أني كنت أشعر داخليا بأني أحلم. فهل لهذه العبارة التي سمعتها أثر على العصمة الزوجية، لا سيما أني استيقظت وأنا أرددها، وبعد ذلك بربع ساعة تقريبا وأنا أفكر فيما قلت وأتأمله هل يقع به طلاق أم لا رددت العبارة ( أنا مش عايزك ) ولكن ليس لإيقاع طلاق، وبعد يومين تقريبا جلست أفكر فيما سبق من مواقف سابقة هل يقع به طلاق أم لا قلتها مرة ثالثة ( أنا مش عايزك ) وأنا أتناول الغداء وأفكر في بعض الناس عندما تكون لهم مشاكل مع زوجاتهم ويدخلون ناسا للصلح يرددون هذه العبارة ( أنا مش عايزها ) وبعد ذلك يتم الصلح ولا يلقون بالا لما قالوا، ولا يسألون ولا يستفتون فيما قالوا. فأفتوني في كل ما تلفظت هل يقع به طلاق أم لا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننبه أولا إلى أن جميع ما يصدر في حال النوم من أحلام أو كلام أو عمل أو غيره لا يترتب عليه شيء؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم. فمن هذه الناحية ينبغي أن تعلم أن ما صدر منك حال نومك لا أثر له على الزوجية، وما تلفظت به حال اليقظة لا يقع به طلاق ولا يؤثر في العصمة، وذلك لأن عبارة -مش عايزك- كناية طلاق، وهي كل لفظ يدل على الفرقة وليس صريحا فيها، وهي لا تكون طلاقا إلا مع قصد الطلاق، وأنت لم تقصد إيقاع الطلاق كما ذكرت.

قال ابن قدامة في المغني: والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه أو يأتي بما يقوم مقام نيته. انتهى

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 78889.

وهذا، وننصحك بالبعد عن التفكير في أمور الطلاق مخافة الوقوع في الوساوس والشكوك وقد يترتب على ذلك ما لا تحمد عقباه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني