الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول الوسوسة في الاغتسال

السؤال

لا أعرف كيف أبدأ بشكواي لمرضي: أريد عرض حالتي وأتمنى مساعدتي، لأنني أحس أنني مريضة بمرض اسمه الوسوسة قرأت أغلب الحالات في الأسئلة المعروضة بقسم الوساوس وطرق العلاج منها وأغلبها كان عن وسوسة الشيطان في الصلاة والوضوء، فمنذ سنتين زاد إيماني وكان عمري 16سنة وسبب الزيادة أتوقع أني كنت أمارس العادة السرية مع العلم والله أنني لم أكن أعرف ما الذى كنت أعمله وهل هو حرام، أو حلال؟ وهل هو مؤذ لجسمي أو لا، وبالصدفة عرفت عن طريق النت أنه حرام فتوقفت عن الذي كنت أعمله والحمد لله واستفسرت عن الاغتسال للطهارة وأفادني أناس بالنت وصار يوسوس لي من وقت أنني لابد أن أتطهر عن كل مرة عملت فيها هذه الحالة ولن أتذكر كم مرة عملت هذا الشيء المهم أنني تبت منها وقبل ما أتطهر وأعرف هل هذا الشيء حرام أديت فريضة الحج وأنا خائفة أن تكون لم تقبل، وبعدها بيومين زادت صلتي بربي وصرت من المتابعين للصلاة وقراءة القرآن وأعمال ترضي ربي وكنت فرحة بتوبتي وراضية عن حالي وأفرح عندما أصلي وأدعو أخي الصغير للصلاة فترة من متابعتي وبعدها بعدة سنوات كانت عندي مشكلة الوسوسة في الوضوء والصلاة وكنت أعيدها كثيرا كثيرا إلى أن تعبت وبعد فترة صارت الوساوس في كل شيء مثل أنني نسيت شيئا من وضوئي، أو نسيت شيئا في الصلاة فأعيدالصلاة وأقضيها مع الصلاة التي بعدها وأهلي كانوا يغضبون مني ويتهمونني، لأنني أظل في الغرفة للصلاة وقتا طويلا فقررت أن أتجنب الوسوسة وفعلا والحمد الله نسيت وتجنبت الوساوس وهذا كله منذ عدة سنوات ومن جديد اعتبارا من هذه السنة ومن شدة اقترابي من الله وبحكم أنني بنت ولابد أن أغتسل بعد الدورة الشهرية ـ آسفة على الصراحة في الكلام والجرأة ـ والسبب حتى آخذ جوابا وهو أني عندما أنتهي من الدورة الشهرية وأغتسل أوسوس أنني نسيت أن أغسل هذا الجزء من جسمي، أو لم أنو ، أو نسيت أن أسمي بالله وساوس كثيرة تتخللني أعيد اغتسالي كثيرا وصرت عندما تأتيني الدورة أغضب وأحس بتعب نفسي، فهل من الممكن أن أعرف طريقة الاغتسال الصحيحة؟ وكيف أتخلص من هذه المشاكل؟ وما هو الذي يجعل طهارتي مقبولة؟ لأن الطهارة من أهم الأشياء وعندي أخي الصغير بال على السرير فلا بد أن أغتسل بعد ما أصحو، لأن السرير نجس مع أنني غسلت الشرشف والغطاء بعد ما أصحو من النوم وعندما تأتيني الدورة وتنتهي لابد أن أغتسل مرتين الأولى اغتسال عادي بسبب بول أخي والثاني للدورة، وبالنسبة للنية عند الوضوء قول قبل الوضوء نويت أن أتوضأ بهذا الماء الطاهر
بسم الله الرحمن الرحيم وأبدأ الوضوء وبعد الوضوء أقول بعض الأذكار: أشهد أن لا إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من عبادة الصالحين، سبحانك اللهم وبحمد لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ـ واغتسالي من الدورة الشهرية أول شيء تحت الماء وأحط الشامبو وبعد هذا أرجع عن الماء وأقول: نويت أن أتطهر من الحدث الأكبر والأصغر وكل شعرة من جسمي تحل وتطهرـ وبعدها أشهد أن لا إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله وبعدها بسم الله الرحمن الرحيم وأجعل كل جسمي تحت الماء بحيث يأتيي على كل جسمي وبعدها على رأسي ثم يدي اليمنى ثم يدي اليسرى ثم رجلي اليمنى ثم رجلي اليسرى ثم الفرج وبعد هذا أغسل يدي ثم أقول نويت أن أتوضأ بهذا الماء الطاهر بسم الله الرحمن الرحيم وأتوضا، وبعدها الأذكار نفسها التي قلتها من قبل، وبعد هذا أوسوس أنني نسيت شيئا أو أخطأت، أو زدت وحالتي النفسيته تدهورت وصرت أحيانا أؤخر الصلاة، أو الاغتسال حتى أرتاح من هذا العناء آسفة على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلاج الوساوس الذي نبهنا عليه مرارا هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتويين رقم: 51601 ورقم 134196.

فكما فعلت في المرة السابقة حين أتتك الوساوس افعلي هذه المرة، فأعرضي عنها ولا تلتفتي إليها ولا تمكني الشيطان من أن يفسد عليك عبادتك ويحول بينك وبين القرب من الله تعالى، وأمر الغسل من الحيض أيسر من هذا بكثير، فالواجب عليك فقط أن تعممي بدنك بالماء فإذا تيقنت، أو غلب على ظنك أن الماء قد وصل إلى جميع بدنك فقد صحت طهارتك، وأما النية فإذا أردت الاغتسال فانوي بقلبك رفع الحدث، أو استباحة الصلاة وتكونين بهذا قد فعلت ما يلزمك، فإذا نويت رفع الحدث، أو استباحة الصلاة ثم عممت بدنك بالماء حتى غلب على ظنك وصول الماء إلى جميع أجزاء بدنك فلا تلتفتي بعدها لوسوسة الشيطان ولا تعيدي الغسل مهما قال لك الشيطان إنك قد نسيت شيئا في الغسل، وأما التسمية قبل الوضوء والغسل وكذا الدعاء بعد الوضوء والغسل فهذا كله سنة لا تبطل الطهارة بتركه، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 41097، حول صفة الغسل المجزئ والغسل الكامل.

واعلمي أنه لا يلزمك الاغتسال من النوم على الفراش المتنجس وإذا أصابتك النجاسة منه فإنما يلزمك غسل الموضع الذي تصيبه النجاسة من ثوبك إذا أردت الصلاة فيه، ولا تنتقل النجاسة من الفراش المتنجس إلى ثوبك إلا إذا كان أحدهما مبتلا، وأما إذا كان كلاهما جافا فلا تنتقل النجاسة حينئذ ولا يلزمك شيء أصلا وكذا لا تنتقل النجاسة ما دام بينك وبينها حائل، وانظري لبيان أحوال انتقال النجاسة من جسم لآخر الفتوى رقم: 117811.

واعلمي أن الغسل لا يجب عليك لما قمت به قديما من الاستمناء إلا إذا تحققت من خروج المني الموجب للغسل وإذا تحققت من ذلك فلا يلزمك الغسل إلا مرة واحدة وترتفع به كل الأحداث السابقة، وفي قضاء الصلوات التي صليتها بغير طهارة في تلك المدة خلاف انظري لمعرفته الفتوى رقم: 125226.

وأما حجك: فإذا تيقنت أنه وقع وأنت غير محدثة حدثا أكبر فنرجو أن يكون صحيحا ـ إن شاء الله ـ ومثل هذا ما إذا كنت تشكين هل أديته حال الجنابة أم لا، وإذا تيقنت أنك طفت حال الجنابة فعليك أن تذبحي بدنة بمكة على قول من يرى أن الطهارة واجبة للطواف وليست شرطا في صحته، فإن عجزت عن البدنة فصومي عشرة أيام، ويجزئك ذلك ـ إن شاء الله ـ وأما إن كنت تشكين هل كان ذلك وأنت متطهرة، أو محدثة فالأصل صحة عبادتك وأنه لا يلزمك شيء كما قدمنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني