الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (..فيأتي قوم يبسون..)

السؤال

ما معنى الحديث: تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. الراوي: سفيان بن أبي زهير الأزدي، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة، أو الرقم: 1875، خلاصة حكم المحدث: صحيح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الحديث المتفق على صحته شرحه مبثوث في كتب الشروح المشهورة، شأنه شأن أحاديث الصحيحين ونقتصر على النقل من كتاب مختصر، فإن أراد السائل الاستزادة فعليه بكتب الشروح المطولة، قال المناوي في فيض القدير: تُفتح اليمن ـ أي بلادها، سمي يمنا لأنه يمين الكعبة، أو الشمس، أو باسم يمن بن قحطان: فيأتي قوم يَبسُّون ـ من البس، وهو سوق بلين، أي يسوقون دوابهم إلى المدينة، أو معناه يزينون لأهلهم البلاد التي تفتح ويدعونهم إلى سكناها: فيتحملون ـ من المدينة إلى اليمن: بأهليهم ـ أي زوجاتهم وأبنائهم: ومن أطاعهم ـ من الناس راحلين إلى اليمن، وهو عطف على أهليهم، والمراد أن قوما ممن يشهد فتحها إذا رأوا سعة عيشها هاجروا إليها ودعوا إلى ذلك غيرهم: والمدينة ـ أي والحال أن الإقامة بالمدينة: خير لهم ـ من اليمن، لكونها حرم الرسول وجواره ومهبط الوحي ومنزل البركات: لو كانوا يعلمون ـ بفضلها وما في الإقامة بها من الفوائد الدينية والعوائد الأخروية حتى يحتقر دونها ما يجدونه من الحظوظ الفانية العاجلة بسبب الإقامة في غيرها، وجواب لو محذوف أي: لو كانوا من العلماء لعلموا أن إقامتهم بالمدينة أولى، وقد تجعل للتمني فلا جواب لها، وكيفما كان ففيه تجهيل لمن فارقها لتفويته على نفسه خيرا جسيما، وهذه معجزة ظاهرة للمصطفى صلى الله عليه وسلم لإخباره بفتح هذه الأقاليم وأن الناس يتحولون إليها بأهليهم ويفارقون المدينة ولو لازموها لكان خيرا، وقد كان ذلك كله على الترتيب المذكور، وأما رواية تقديم فتح الشام على اليمن فمعناها أن استيفاء فتح اليمن إنما كان بعد الشام، وأفاد فضل المدينة على البلاد المذكورة وهو إجماع، وأن بعض البقاع أفضل من بعض. اهـ. مختصرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني