الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوج من زوجته إن كانت تسبه وتسب أهله وتتهجم عليه عند المشاكل

السؤال

إنني متزوج منذ العام 1997، رزقنا الله الطفل الاول عام 1998، وتلاه طفلة وطفل آخرين. المهم في الموضوع أنه وبعد زواجنا بأشهر وبالتحديد بعد ظهور الحمل الأول بدأت المشاكل بيني وبين زوجتي، حاولت مرارا وتكرارا وبكل الوسائل إلاّ أنه ولغاية الآن لم تهدأ الامور، فقد رزقنا الله ببيت فقمت بتسجيله باسم زوجتي حتى تهدأ الامور والمشاكل بيننا. إلاّ أن ذلك لم يؤثر في شيء. وأنا أعلم أن جميع الأسر يحدث بها مشاكل مختلفة ومتعددة. ولكن فحوى الموضوع يتمثل في أنها تقوم بشتمي وسبي وشتم والدي، وكل من له صلة بي، وتقوم أيضا بإلصاق أبشع الكلمات بي، والأكثر من ذلك فإنها تهاجمني وتضربني - وهنا أعلمكم أنه ليس تقصيرا مني عدم ضربها أو تعنيفها، ولكنني أصبر على ذلك لعدة أسباب وهي:
أولاً: أريد الحفاظ على أسرتي، فأتحمل كل ذلك حتى لا تتفجر الأمور أكثر، ويتدخل بها الناس الذين يريدون الخير والذين لا يريدون الخير.
ثانيا: إنني فكرت بتطليقها منذ اليوم الذي بدأت فيه المشاكل هذه والمسبات وما شابه، إلاَ أنني آثرت العذاب على أن يعيش ابني الأول ومن ثم الأبناء الآخرون في عذاب بعيدين عني، يتحكم بهم الناس ويعيشون بطريقة غير مناسبة، فضحيت وما زلت أضحي رحمة بأولادي.
ثالثا: أتحمل كل ذلك لأن صوتها وصراخها يكون عاليا بحيث يسمعه الجيران، فأتحمل ذلك لأنني لا أريد أن يزيد الصراخ فيعرف الجيران تفاصيل الأمور بيننا.
رابعا: أتحمل كثيرا مقابل أن تكون علاقتنا كأسرة مع والدي العجوزين طيبة، ونستطيع خدمتهم، دون أن يشعروا ما أعاني منه.
فضيلة الشيخ: أستطيع تطليقها، أستطيع ضربها، أستطيع أن أكون قاسيا عليها ، ولكنني لا أسمح لنفسي بذلك للأسباب التي ذكرتها، ولأنني أعطف على كل من حولي.
فضيلة الشيخ: الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشاكل تافهة، فبمجرد الحديث بموضوع لا ترغبه فإن المشكلة تبدأ ولا تنتهي إلاّ بكل ما ذكر أعلاه وأكثر.
فضيلة الشيخ: هناك الكثير للحديث عنه، ولكنني آثرت أن اختصر حرصا على وقتكم، آملا سماع رأي الشرع الإسلامي في ذلك، أريد التوجيه لاتخاذ القرار المناسب.
فضيلة الشيخ: بانتظار ردكم لأنني في وضع صعب الآن، وإن طلبتم مني الحديث المباشر معكم فسأكون جاهزا لذلك لتوضيح الموضوع أكثر وأكثر.
وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به أن تبين لزوجتك ما أوجب الله عليها من حق الزوج، وأن تسلك معها وسائل الإصلاح المشروعة من الوعظ والهجر في المضجع والضرب غير المبرح. فإن عاشرتك بالمعروف وعرفت حقك وحفظت قوامتك عليها، فهذا هو المطلوب. وإن أصرت على ما هي عليه فوازن بين الصبر عليها على حالها لتحقيق المصالح التي ذكرت، وبين مصلحة فراقها لتجنب الأذى والإهانة من قبل هذه الزوجة، ثم غلب المصلحة العليا.

والله اعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني