الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القول المختار في الصفرة والكدرة

السؤال

إني أعاني منذ 10 سنوات أو أكثر من خلل هرموني مما يؤدي إلى عدم انتظام في العادة الشهرية. سؤالي هو: ماهي الكدرة الصفراء ؟ هل تأتي قبل أو بعد العادة الشهرية ؟ إني أعاني منها في معظم الأوقات. هل يجوز لي الصلاة بدون غسل مع العلم بأني لم أكن في فترة حيض. أنتظر منكم الإجابة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصفرة والكدرة إفرازات تراها المرأة مثل الصديد وهي معروفة عند النساء، جاء في الموسوعة الفقهية: وَالصُّفْرَةُ وَالْكُدْرَةُ: هُمَا شَيْءٌ كَالصَّدِيدِ. قَال الرَّمْلِيُّ: وَهُمَا لَيْسَ مِنْ أَلْوَانِ الدَّمِ، وَإِنَّمَا هُمَا كَالصَّدِيدِ. وَقَدْ صَرَّحَ ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْتَمِيُّ بِأَنَّهُمَا مَاءَانِ لاَ دَمَانِ. انتهى

وإذا علمت هذا، فإن المفتى به عندنا في الصفرة والكدرة هو مذهب الحنابلة، وهو أن الصفرة والكدرة حيض في زمن العادة، وليست حيضا في غير زمن العادة إلا أن تتصل بالدم كما رجحه ابن قدامة، وانظري لبيان خلاف العلماء وتفصيل القول في الصفرة والكدرة الفتويين رقم: 117502، 134502.

وعليه، فإذا رأيت هذه الصفرة أو الكدرة في غير مدة عادتك فلا تعدي نفسك حائضا، وإنما يجب عليك أن تتطهري من هذه الإفرازات وتتوضئي وتصلي، وإذا كان خروجها دائما بحيث لا تجدين في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، فإنك تتوضئين بعد دخول الوقت بعد التحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع، وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل كما تفعل المستحاضة، وأما إذا رأيت هذه الصفرة والكدرة في مدة عادتك، فإنك تعدين نفسك حائضا فتدعين الصلاة والصوم وسائر ما تدعه الحائض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني