الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تزاحم على الحجر الأسود فتؤذي الضعيف

السؤال

ما يحدث في بيت الله الحرام من تدافع للناس لتقبيل الحجر الأسعد وأحياناً أذية الغير وعدم مراعاة حرمة المكان للوصول للحجر الأسعد هل هذا كما يبرره البعض أن الحج، أو العمرة مشقة وأن الإنسان يجب أن يدافع ويتحمل أذية البعض له؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحجر يسمى بالحجر الأسود وليس الأسعد، كما بيناه في الفتوى رقم: 54494.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: والعجيب أن بعض الجهلة لا يسميه الحجر الأسود يسميه الحجر الأسعد وهذا غلط, الصحابة يسمونه الحجر الأسود وأنتم أشد تعظيما له من الصحابة؟. اهـ.
وتقبيل الحجر الأسود سنة وليس شرطا في صحة الطواف في الحج والعمرة، بل ولا واجبا من واجباته, فمن تيسر له تقبيله من غير أذية لأحد فذاك وإلا اكتفى بالإشارة إليه باليد, قال
الشيخ ابن باز ـ رحمه الله: تقبيل الحجر الأسود في الطواف سنة مؤكدة من سنن الطواف, إن تيسر فعلها بدون مزاحمة أو إيذاء لأحد فعلت اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك, وإن لم يتيسر إلا بمزاحمة وإيذاء تعين الترك والاكتفاء بالإشارة باليد. اهـ.

ومثله قول ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى: إن بعض العوام يظن أن من لا يقبل الحجر ولا يستلمه ينقص حجه وهذا غير صحيح، فإن استلام الحجر وتقبيله سنة في حال السعة إذا لم يكن هناك زحام، أما إذا كان هناك زحام فإن السنة والأفضل في حق الإنسان أن لا يزاحم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف, إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وهلل وكبر ـ وكان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يكره المزاحمة ويقول: لا يؤذي ولا يؤذي. اهـ.

ثم ما معنى تبرير إيذاء الناس بكون الحج والعمرة يتضمنان مشقة؟ وما معنى تبرير ذلك بأن الإنسان يجب أن يدافع ويتحمل أذية البعض؟ ليس في شيء من هذا تبرير لهذا الفعل، والواجب على الحاج والمعتمر أن يراعي حرمة المكان وحرمة الناس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني