الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبوها ينهاها عن السفر لدولة أوروبية بلا محرم فهل تجب طاعته

السؤال

أنا فتاة أعيش في دولة إفريقية والدي ووالدتي منفصلان ونحن أربع بنات، أختي الكبيرة موظفة وهي التي تصرف علينا، وجاءتني فرصة لدراسة ووظيفة في دولة أوربية، فوالدي عارض الموضوع بشدة بحجة أن السفر من غير محرم حرام وأنا بنت وغير معقول أن أسافر وحدي إلى بلاد الكفار، وكون والدي لا يهتم بحياتنا ولا يصرف علينا، فهل أسافر لأطور مستقبلي ومستقبل أمي وأخواتي؟ وهل أعتبر عاقة لوالدي لو سافرت؟ أم أسمع كلام والدي وأقعد في البيت؟ أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السفر إلى تلك الدول والإقامة فيها تنطوي على كثير من المخاطر على المسلم في دينه، وقد يكون الأمر أخطر والفتنة أعظم في حق المرأة المسلمة، وقد سبق لنا ذكر شيء من هذه المخاطر بالفتوى رقم: 2007.

وإذا كان الأمر على ما ذكرنا فالواجب عليك طاعة أبيك وعدم السفر إلى تلك البلاد، فطاعة الوالد في المعروف واجبة، والمنع من السفر في هذه الحالة من المعروف وانظري الفتوى رقم:140165.

وتفريط الأب في حق ابنته لا يسوغ لها مخالفته، وإذا اتقيت الله تعالى يسر لك أمرك وأنت في بلدك، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2، 3}.

وروى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله تعالى إلا آتاك الله خيرا منه.

ويجب على الأب القيام بما يجب عليه تجاه أولاده وخاصة الإناث، وراجعي الفتوى رقم: 33090.

فينبغي أن ينصح الأب ويبين له أنه مسئول عنهن أمام الله تعالى يوم القيامة، ففي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني