الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للزوج منع امرأته من زيارة أمها إن كان يتضرر من ذلك

السؤال

أريد من يجيبني بمنتهى الحيادية، ووفق ما يقتضي الشرع، فالشرع لا يمكن أن يقبل ظلما لمخلوق مهما كان لظالمه من حق. مشكلتي هي أمي !! هذا الجانب الحساس جداً أمي هي مصدر تعبي في هذه الحياة، وأرجوكم لا تنكروا وجود أمهات ظالمات، وأمي إحداهن، أتعبتني طوال عمري، ميزت بيني وبين إخوتي الذكور حتى قصمت ظهري بمضايقاتها وتحقيرها لي وإرهاقي بالمسؤوليات، واتباعها أسلوب التحقير والتقليل من شأني. أقول أمي ولا أشعر بمعنى أمي، فلم أشعر يوما بحنانها ولا اهتمامها، بل إهمال وتحقير وتجبر كأني ضرتها، تكره لي الخير، ولا تظنوا أني أبالغ، فوالله إن وجهها يتمعر لكل خير يصيبني، وتقارن مباشرة بإخوتي الذكور، وتتضايق ولا تفرحني بخير يصيبني ولا تبارك لي، وإن فعلت فتكلفا ورفعا للعتب بلا محبة ولا صدق، تخلت عني في أشد الأزمات والابتلاءات التي أصابتني، وكل مجهودها وتركيزها على إخوتي وزوجاتهم، وأنا تعتبرني أصبحت الغريبة المنتمية لعائلة غريبة منذ تزوجت (ولم يكن الحال أفضل قبل الزواج)، حتى عندما تزوجت وابتعدت عن هذا الجحيم لحقتني بالغيرة، ومقارنة زوجي بأولادها الذكور، ومحاولة تحقيره وتحقير أولادي مقارنة بأبناء أولادها، تعبت تعبت تعبت، وأرجو أن يقدر أحد المشايخ الكرام ما يقع علي من ظلم؛ لأني إنسانة ملتزمة من صغري، وبقيت أضع حق أمي أمام عيوني عقودا من الزمن، وأصبر وأحتسب وأواصل البر، وهي تواصل الأذى. حتى بلغ بها أن تسيء لزوجي في غيابه، وتحاول تشويه صورته أمامي مراراً وتكراراً، واتهامه باطلا بما ليس فيه.تريد أن أكرهه بأي صورة، وتريد أن تصغر منه مقارنة بإخواني، فهو إنسان صالح ملتزم، كل حياته تقوم على ما يرضي الله وعلى سنة نبيه، يحمل الدكتوراه، يكرمني أيما إكرام، حتى لأظن أن ما من امرأة يكرمها زوجها مثلي. يحترم أمي ويجلها لدرجة أنه يقبل يدها حين يراها، ومع هذا تسعى لتشويه صورته أمامي وأمام إخوتي، وتسفه من عائلتي.
هل يحق لها أن تفعل هذا لمجرد أنها أم !! بعد أن فاض بي الأمر، ووجدتها تسيء لزوجي، وهو يزيد من احترامه أخبرته بضرورة أن يتوقف عن هذه المبالغة بالاحترام؛ لأنها تساعد أمي على مزيد من التجبر، تفاجأ زوجي من سلوك أمي، وطلب مني الابتعاد عنها حتى تراجع نفسها، وتعتذر عما بدر منها بحقه، فإن رغبت بالاعتذار فلتكلمه أولا حينها سيسمح لي بالتواصل معها، وأنا أريد ذلك؛ لأن إكمال الحياة بهذه الطريقة المؤذية مستحيل مستحيل، إنها ترهقني وترهق أولادي بتحقيرها ومعاملتها، والآن تحقر من زوجي وتتعدى على حقوقه. هل يحق لزوجي منعي منها فعلا !! أريد ذلك لتنتهي هذه المهزلة، لعلها تراجع نفسها وتتوقف عن إيذائها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحال كما ذكرت من إساءة أمك إليك على هذا النحو، فهي ظالمة ومنحرفة عن السلوك السوي والفطرة السليمة، ومن حق زوجك أن يمنعك من زيارتها ويمنعها من زيارتك. إذا كانت هذه الزيارة تؤدي إلى الإضرار به.

قال المرداوي في الإنصاف: لا يملك الزوج منع أبويها من زيارتها على الصحيح من المذهب... قلت: الصواب في ذلك إن عرف بقرائن الحال أنه يحدث بزيارتهما أو أحدهما له ضرر فله المنع وإلا فلا.

لكن عليك صلتها بما تقدرين عليه مما لا يضرك كالاتصال أو السؤال، ولا يجوز لك مقاطعتها بالكلية، فإن حق الأم عظيم، ومهما كان حالها أو تقصيرها في حق أولادها- فإن حقها في البر لا يسقط- فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك. وانظري الفتوى رقم: 103139.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني