الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المنتبه من النوم هل يلزمه الاستنجاء قبل الوضوء

السؤال

أرجو مساعدتي في هذه المسألة، سمعت من زميل لي أنه سأل شيخه عن الاستنجاء من خروج الريح، فقال له فقط عند حدوث صوت، ومؤخرا أخذتني نومة خفيفة في المسجد، ثم قمت وتوضأت بعدها للصلاة وصليت إماما ، ولم أتذكر كلام زميلي إلا بعد الصلاة، ولو كنت تذكرته قبل الصلاة لتوضأت على قول شيخه لأني لا أعرف إذا كنت أحدثت أثناء النوم ، فهل صلاتي وصلاة المأمومين صحيحة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعلك بقولك: ولو كنت تذكرته قبل الصلاة لتوضأت تقصد: لاستنجيت .... لأنك ذكرت أنك توضأت بعد النومة.

وعلى أية حال فما سمعه زميلك من شيخه غير صحيح، فإن الاستنجاء من الريح ليس مشروعا، سواء خرجت بصوت أولا، فضلا عن أن يكون واجبا، وكذا لا يجب الاستنجاء من النوم بالإجماع، فما فعلته من اقتصارك على الوضوء هو الصواب، ولم يكن يلزمك الاستنجاء بعد استيقاظك، سواء كان خرج منك ريح في أثناء النوم أو لا، ومن ثم فإن صلاتك وصلاة من خلفك صحيحة إن شاء الله، طالما أنك توضأت بعد النوم.
قال النووي رحمه الله: وأجمع العلماء على أنه لا يجب الاستنجاء من الريح والنوم ولمس النساء والذكر. وفي المغني: وليس على من نام أو خرجت منه ريح استنجاء. ولا نعلم في هذا خلافا قال أبو عبد الله : ليس في الريح استنجاء في كتاب الله ولا في سنة رسوله إنما عليه الوضوء، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : [ من استنجى من ريح فليس منا ] رواه الطبراني في معجمه الصغير، وعن زيد بن أسلم في قوله تعالى : { إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } إذا قمتم ولم يأمر بغيره، فدل على أنه لا يجب، ولأن الوجوب من الشرع ولم يرد بالاستنجاء ههنا نص ولا هو في معنى المنصوص عليه؛ لأن الاستنجاء إنما شرع لإزالة النجاسة، ولا نجاسة ههنا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني