الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الكلام بعد صلاة الصبح بغير الذكر منهي عنه

السؤال

هل من آثار عن الصحابة في الزجر عن الكلام مع الناس بعد صلاة الصبح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على أثر مرفوع إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- أو موقوف على الصحابة يزجر أو ينهى عن الكلام بعد صلاة الصبح.

وقد ورد ما يدل على جواز الكلام والحديث بعدها، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه، فقال هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا .." الحديث.

قال ابن عبد البر في التمهيد: " وفيه إباحة الكلام بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس بغير الذكر" اهـ

ولا شك أن الاشتغال بالذكر في ذلك الوقت أفضل لعموم قول الله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا {طـه:130} ولما رواه الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة. حسنه الألباني.

وقد ورد النهي عن الكلام بعد ركعتي الفجر عن بعض السلف منهم ابن مسعود. ففي السنن الكبرى للبيهقي قَالَ : كَانَ يَعِزُّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِى ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ لاَ يَذْكُرَ اللَّهَ وَالْقُرْآنَ حَتَّى يُصَلِّى الْفَجْرَ. وَرُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِىِّ أَنَّهُمَا كَرِهَا الْكَلاَمَ بَعْدَ رَكْعَتَىِ الْفَجْرِ ، وَكَأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا لاَ يَعْنِى مِنَ الْكَلاَمِ. اهـ

وفي مصنف ابن أبي شيبة: مَا مِنْ أَحَدٍ أَكْرَهُ إِلَيْهِ الْكَلاَمَ بَعْدَ رَكْعَتَيَ الْفَجْرِ حَتَّى يُصَلِّيَ الْغَدَاةَ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ".

ولم ير ذلك بعضهم قال الترمذي: "باب ما جاء في الكلام بعد ركعتي الفجر.. عن عائشة قالت : كان النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى ركعتي الفجر فإن كانت له إلى حاجة كلمني وإلا خرج إلى الصلاة.

وقد كره بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وغيرهم الكلام بعد طلوع الفجر حتى يصلي صلاة الفجر إلا ما كان من ذكر الله أو مما لا بد منه. صححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني