الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجته تسيء الظن به وتتهمه بعمل السحر لها من غير بينة

السؤال

حكم المرأة التي لا تأكل طعام زوجها ولا تشرب مما يشرب حتى الحليب إذا فتح قنينة فإنها تفتح أخرى، وتضعها خارج المبردة بعد يومين يصبح الحليب فاسدا، ثم تلقي بالباقي في الحمام مع الماء، تتهم زوجها بالفساد تفتش ملابسه، الهاتف المحمول تفتشه كل يوم، تطبخ الطعام بيدها إذا بقي شيء منه لا تأكله، بمعنى تشك في كل شيء يأتي به إلى المنزل، وخصوصا إذا كان سائلا، طلب منها زوجها أن تستشير طبيبا نفسانيا لأن ما فيها غير عادي، لكنها ترفض ولا تريد أن تسمع هذا الكلام . كل ما تقول له هو أن زوجها يسحر لها رغم أنه أقسم لها أكثر من مرة على القرآن الكريم، لكنها لا تثق دائما.
علمت بناتها أن لا يثقن بوالدهن أيضا لا يشربن من حيث يشرب، ولا يأكلن طعامه إلا إذا هيئ أمامهن أو أمام أمهن، وهذا يجعل الأب في حيرة أمام قدر الله مع زوجته أي شيء يأتي به إلى المنزل يتصور لها بأن فيه سحرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى قد حرم سوء الظن وبين أنه إثم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12} .

وهو إثم يجر إلى آثام، ولذا أعقبه بقوله سبحانه: وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}.

فلا يجوز للزوجة اتهام زوجها بعمل السحر لها من غير بينة، والأصل في المسلم حمل أمره على السلامة حتى يتبين خلافها، والتجسس محرم وإثم عظيم. فإن كانت زوجتك قد حصل منها ما ذكرت فهي عاصية لربها ومسيئة لزوجها إساءة بالغة.

فينبغي أن تنصحها وتذكرها بالله تعالى وبسوء عاقبة مثل هذه التصرفات التي تصدر منها، لعلها يصلح حالها وتتوب إلى الله. ولا تنس أن تدعو الله لها بخير.

والأدهى والأمر أن تقع مثل هذه الظنون السيئة والتصرفات القبيحة من البنات في حق والدهن، فإن هذا يؤدي إلى العقوق إن لم يكن عقوقا.

والعقوق كبيرة من كبائر الذنوب يجب عليهن الحذر منه، وينبغي نصحهن بذلك. وراجع في العقوق الفتوى رقم: 107035.

وما ذكرت عن زوجتك من تركها للحليب حتى يفسد يعتبر نوعا من السفه والتبذير وإضاعة للمال، وهذا أمر محرم، وراجع فيه الفتوى رقم: 148527. فيجب عليها التوبة من ذلك.

وعلى كل فإننا نوصيك بالصبر عليها والسعي في إصلاحها، وإن أصابتها وساوس فهذا نوع من المرض قد يحتاج فعلا إلى علاج ومراجعة الثقات من الأطباء النفسيين فحاول إقناعها بذلك. والرقية الشرعية نافعة على كل حال بإذن العزيز الغفار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني