الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفة الغسل المستحب الكامل للمرأة

السؤال

أريد أسهل طريقة لاغتسال المرأة بالخطوات المبسطة مع تفصيل ما لا بد من تفصيله إذا لزم الأمر، مع العلم أنها تعاني من الوسواس القهري منذ ست سنوات وتعيد فعل الشيء أكثر من مرة وتقول إنها لا تعلم هل عملت الشيء أم لا؟ خصوصا غسل الفرج فهي تغسله من أمام ومن خلف ومن الخارج ومن الداخل ـ ليس مهبليا بل داخليا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تفعله هذه المرأة من غسل داخل فرجها هو من التنطع والغلو, فالمرأة لا يلزمها إلا غسل ما يظهر من فرجها عند قعودها لحاجتها, وأما داخل الفرج فهو في حكم الباطن فلا يجب عليها غسله, قال في كشاف القناع: ولا يجب غسل ما أمكن من داخل فرج ثيب من نجاسة وجنابة فلا تدخل يدها ولا إصبعها في فرجها، بل تغسل ما ظهر، لأنه أي داخل الفرج في حكم الباطن. انتهى.

فعلى هذه المرأة أن تغسل ما ذكر من فرجها, فإذا تحققت، أو غلب على ظنها أنها غسلت ما يجب عليها غسله فلا تعد غسله مرة أخرى مهما وسوس لها الشيطان بأنها لم تغسل ما يجب غسله, فإن علاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، كما أوضحنا ذلك في الفتويين رقم: 134196ورقم: 51601

وأما الغسل: فإن أمره يسير جدا ـ والحمد لله ـ فالواجب فيه أن تعمم المرأة بدنها بالماء, فإذا تيقنت، أو غلب على ظنها أن الماء قد وصل إلى جميع بدنها فقد طهرت بذلك ولا يلزمها شيء زائد على هذا, وعليها أن لا تستجيب لوسوسة الشيطان مهما وسوس لها بأن في غسلها نقصا, وأما الغسل المستحب الكامل.. فتبدأ المرأة فيه بغسل فرجها, وإنما يلزمها غسل ما يظهر منه كما ذكرنا, ثم تتوضأ وضوءها للصلاة, ثم تفيض الماء على رأسها ثلاثا وتوصل الماء إلى أصول الشعر، ولا يلزمها نقض ضفائرها إذا كانت الضفائر مرتخية بحيث يصل الماء إلى باطن الشعر، ثم تفيض الماء على سائر بدنها تبدأ بالشق الأيمن، ثم الأيسر، مع تعاهد غضون البدن والأماكن التي ينبو عنها الماء كداخل السرة وتحت الإبط ونحو ذلك, وعليها أن لا تزيد على ما ذكرناه مهما عرض لها من الوساوس دفعا لغائلة الوساوس، فإنه داء عضال وحرصا على متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني