الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكذب في السيرة الذاتية بغرض الحصول على وظيفة

السؤال

هل الكذب في السيرة الذاتية يجعل راتبها حراما؟ علما أنها الوسيلة الوحيدة التي تجعل أصحاب الشركات يلتفتون لك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالكذب في السيرة الذاتية من التزوير والغش، والأصل حرمة ذلك، قال تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}. وقال صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس منا" رواه مسلم.

قال الراغب: الزور: الكذب، وقال الحافظ في الفتح: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل، ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زوراً.

وذكر العلماء كما في الموسوعة الفقهية تحت كلمة التزوير: أن التزوير يشمل، التزوير والغش في الوثائق والسجلات ومحاكاة خطوط الآخرين وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب.

وعلى من فعل ذلك إثمه، لكن إن كان صاحب السيرة الذاتية هذا يتقن العمل الموكل إليه ويؤديه كما ينبغي فلا حرج عليه في الراتب المدفوع له مقابل العمل .كما بينا في الفتوى رقم: 23470

والراتب لا يدفع مقابل السيرة الذاتية أو الشهادة، وإنما هما وسيلة يتوصل بها أصحاب العمل إلى من يتقنه ويؤديه على الوجه المطلوب، فتلك هي الغاية والراتب مبذول في مقابل العمل لا غير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني