الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع رسم يد تظهر السبابة والوسطى توضيحا لحديث (أنا وكافل اليتيم..)

السؤال

جمعية كافل اليتيم اتخذت شعارا لها حديث الرسول الكريم: ""أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه" السبابة و الوسطى. ورسمت تحت الحديث يدا تظهر السبابة والوسطى.السؤال: هل هذا الرسم جائز؟ لأن هناك من قال بأن هذا تمثيل بيد الرسول. شكرا وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا أن تمثيل الأنبياء لا يجوز انظر الفتوى رقم: 140896وما أحيل عليه فيها.

وإذا لم يكن الرسم بقصد تمثيل النبي- صلى الله عليه وسلم- وإنما كان لتوضيح المعنى وقرب كافل اليتيم من النبي- صلى الله عليه وسلم- وأن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى.. فالظاهر أنه لا حرج فيه- إن شاء الله تعالى- فقد كان بعض السلف من الصحابة وغيرهم يفعلون كما يفعله- صلى الله عليه وسلم- عند أدائهم لما رووه عنه لتوضيح المعنى والتثبت من الرواية وكيفية تحملها.. وهو داخل فيما يسمى عند أهل العلم بالمسلسل.

فقد روى مالك في الموطأ وغيره "عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: ماذا يتقى من الضحايا؟ فأشار بيده وقال: أربعا، وكان البراء يشير بيده- كما يشير النبي صلى الله عليه وسلم بيده- ويقول: يدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكما في بعض روايات الحديث المشار إليه "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا" وفي رواية مسلم " كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار مالك بالسبابة والوسطى"

فقد جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود " وفي رواية للبخاري وفرج بينهما.. (وأومأ يزيد) وهو ابن زريع أي أشار بيانا لهاتين.."

فإذا كان هذا هو القصد وهو الظاهر فلا حرج في هذا الرسم لأنه لم يقصد به رسم يد النبي- صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني