الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل التحصن من الشذوذ والفاحشة

السؤال

لم أجد حلا لشهوة المثل غير إيجاد بديل في البيت يغنيني عن التطلع للخارج، فإن المشي في الشارع والمسجد والحياة العامة يمنع الإنسان من غض البصر عن الرجال (كل أنواع الرجال وليس الأمرد فقط، فما قولكم في شيخ محدث وسيم)، فأن يمشي الإنسان أعمى هو المطلوب، والبديل المذكور هو صورة رأس يركب للوسادة أعيش معه الخيال للحلم المستحيل، صًحيح أن اتخاذ الصور محرم في الإسلام، لكنه من باب الضرورات تبيح المحظورات، وأنه يمنعني من ارتكاب الفاحشة أو حتى التطلع للصور الأخرى، وخصوصا أنني لا أرتكب سوى التقبيل والعناق فقط، وخصوصا مع تقدم السن وضعف الرغبة الجنسية بالتدريج، هنا لا أريد فتوى تبيح لي الحرام، لكنني أرجو أن بذلك الطريق الوحيد للتخلص من عشق الرجال أو بالأحرى الارتباط وعشق البشر ككل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاستمتاع والتلذذ بالدمى وما أشبهها محرم، كما قدمنا في الفتوى رقم: 97186.

والبديل الذي يحصن به المرء نفسه من الفاحشة هو الرجوع إلى الفطرة السليمة والاستغناء بالأنثى التي خلقها الله عز وجل ليسكن إليها الرجل كزوجة، كما قال تعالى: أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ* وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ {165-166}، فهذا هو السبيل الشرعي مع شغل الوقت بالطاعات والأعمال الصالحة والدعاء والاستعانة بالله أن يرزقك العفة مع استشعار مراقبة الله، وكثرة النظر في كتب الترغيب والترهيب وصحبة أهل الخير.

وأما النظر للرجال فهو مباح في الأصل إلا إذا خيفت الفتنة بالنظر إليهم، فيغض البصر عمن يخشى الافتتان به، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على المزيد في علاج العشق والنظر المحرم: 111329، 26446، 121740، 9360، 117632.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني