الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المرأة إن رفض أهلها إتلاف صورها قبل حجابها

السؤال

أنا امرأة متزوجة, منّ الله علي وعلى زوجى بالالتزام و لله الحمد و المنة, قبل التزامى كانت لي صور أبدو فيها سافرة و عارية. قمت بتمزيق كل الصور التى أمتلكها أنا و زوجي,لأننا نرى أن الصور الفوتوغرافية حرام. ثم طالبت أهلي بالشيء نفسه لكنهم لم يستجيبوا. منذ فترة أعدت مطالبتهم بتمزيق كل صوري تحديدا فمنهم من أبدى قبولا و منهم من رفض بحجة أن الوزر وزره وحده.زوجى غير راضى البتة عن هذا و أنا أيضا لا أرضى أن تكون صوري متداولة, و لكني أحاول أن لا أجرح عائلتى و أن لا يبدر منى أية إساءة تجاههم, خصوصا و أني الصغيرة في العائلة و أني أعيش مغتربة بعيدة عنهم. فما هو واجبي تجاه ربي و نفسي وعائلتي و زوجي بخصوص هذه الصور, و عامة لأن بين زوجي و أهلى بعض المشاكل, و أنا أنوي السفر إليهم هذه السنة بعد غياب سبع سنين عنهم و لكم أن تتخيلوا مدى اشتياقى لهم.و بارك الله فيكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن الصور التي تبدو فيها المرأة عارية من الخطورة بمكان ومن أسباب نشر الفتنة والفساد، وقد أحسنت وأحسن زوجك بإتلاف كل الصور التي بحوزتكما فجزاكما الله خيرا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد أصبت بطلبك من أهلك إتلاف صورك التي عندهم، وينبغي أن تستمري في الإلحاح عليهم بأسلوب طيب، وذكريهم بالله تعالى لعلهم يستجيبوا لك، فإن فعلوا فالحمد لله، وإن رفضوا فقد أديت الذي عليك. ويكونون هم المؤاخذين بالامتناع، وتعظم المؤاخذة إن مكنوا من رؤيتها من لا يحل له ذلك.

وواجبك تجاه ربك بصفة عامة هو العمل على طاعته والبعد عن معصيته، وتجاه زوجك بطاعته في المعروف وحفظه في نفسك وماله، وتجاه عائلتك بصلتهم والحذر من قطيعتهم والإحسان إلى الوالدين خاصة وبرهما، وتجاه نفسك بحملها على التقوى، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني