الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده..)

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وبعد
في آية التوبة يقول الحق جلّ وعلا: (إن الله يقبل التوبة عن عباده ) لماذا استخدم حرف الجر عن ولم يستخدم حرف الجر من؟ جزاكم الله خيراً .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن نص الآية هو: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. {الشورى:25}

وأما عن تعدية يقبل بعن دون من فقد قال فيه ابن عاشور في التحرير والتنوير :

وفعل ( قبل ) يتعدى ب ( من ) الابتدائية تارة كما في قوله : ( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم ( ( التوبة : 54 ) وقوله : ( فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ( ( آل عمران : 91 ) ، فيفيد معنى الأخذ للشيء المقبول صادرا من المأخوذ منه ويعدى ب (عن) فيفيد معنى مجاوزة الشيء المقبول أو انفصاله عن معطيه وباذله ، وهو أشد مبالغة في معنى الفعل من تعديته بحرف ( من ) لأن فيه كناية عن احتباس الشيء المبذول عند المبذول إليه بحيث لا يرد على باذله .

فحصلت في جملة ) وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ( أربع مبالغات : بناء الجملة على الاسمية، وعلى الموصولية وعلى المضارعية ، وعلى تعدية فعل الصلة ب ) عن ( دون ( من.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني