الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عوامل سقوط الخلافة ووسائل إعادتها

السؤال

نرجو تسليط الضوء على العوامل التي ساعدت على هدم دولة الخلافة الإسلامية، وكذلك الظروف والأجواء التي من خلالها يمكن لهذه الدولة أن تعود إلى واقع الحياة؛ لما لها من أهمية قصوى في حياة أي مسلم. مع جزيل الشكر، والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فمن أهم الأسباب التي أوصلت المسلمين إلى ما هم فيه من المذلة والهوان وسقوط دولة الخلافة، إعراض المسلمين عن تعاليم دينهم، وبعدهم عن أوامر ربهم، فتفرقت كلمتهم. والله ورسوله يأمرانهم بالاجتماع وتدابروا وتقاطعوا وتحاسدوا وقد نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وتركوا العمل والإنتاج والصناعة، والله تعالى يقول: ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ) [التوبة: من الآية105] ، وجهلوا والله يأمرهم بالعلم، وركنوا إلى الدنيا والله يأمرهم بالجهاد، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ) [التوبة: من الآية38].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا تبايعتم بالعينه وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" رواه أبو داود ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "من علم الرمي ثم تركه فليس منا" رواه مسلم ، وترك المسلمون الأخذ بالأسباب، وتخلفوا صناعياً وتقنيا وثقافياً، وفي المقابل نشط أعداء الإسلام وتقدموا في الجوانب المادية، وطمعوا في ثروات المسلمين الكثيرة، وسعوا في طريق إفقار المسلمين وتجهيلهم، وإذكاء العداوات والثارات وإثارة النعرات العصبية والدعوات الجاهلية، وقاموا بتشويه وجه الخلافة الإسلامية في نفوس المسلمين، وكان لليهود الدور البارز في تأجيج العداوة بين العرب والأتراك، وإحياء الأفكار الهدامة .
وحتى تعود الخلافة الإسلامية لا بد من رجوع صادق إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباع المنهج النبوي في بناء الفرد والأسرة والمجتمع، ومنهج التغيير الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، والتخلص من أسباب الضعف السابق ذكرها، وهذا مطلوب من كل مسلم فيه بما يطيق، وأهم شيء في ذلك هو السعي الجاد في أمرين، الأول : حمل الأفراد على التمسك بالدين وترغيبهم فيه ،
الثاني : لم الشمل ونبذ الخلاف وقد بدا -ولله الحمد- بعض الصادقين في السعي في تحصيل كلا الأمرين. نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني