الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمانات بين الضمان وعدمه

السؤال

أعمل بمركز خيري لتحفيظ القرآن وحصل مرة واجتهدت في توفير غرض وتم بيعه على أن نحصل على ربح 5 ريال في كل قطعة تعود للمركز وأثناء ذلك سرق مني مبلغ 30ريالا، وبعد إحصاء المبلغ وإعطاء صاحب الغرض المبلغ المتفق عليه بعد البيع احترت في30 ريالا ـ 1ـ جعلتها مع الربح، لأن الأمر اجتهاد مني ليس فيه لي أي مقابل والمديرة عرفت بأمر السرقة.
2ـ أم أنني أتحملها أنا وأدفعها من جيبي خاصة أنني أوفر للدار أمورا بدون حساب لولا ذلك لاضطروا لشرائها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فمن المقرر في الشريعة أن اليد الأمينة لا تضمن ما لم تتعد، أو تفرط، لما روى البيهقي في سننه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس على المستودع ضمان.
وجاء في أسنى المطالب: قال ابن القاص وغيره: كل مال تلف من يد أمين من غير تعد لا ضمان عليه. اهـ.

وفي المغني: وليس على مودع ضمان إذا لم يتعد، وجملته أن الوديعة أمانة، فإذا تلفت بغير تفريط من المودع فليس عليه ضمان. انتهى.
والوكيل في البيع أمين وبالتالي، فإن كان المبلغ المذكور سرق منك دون أن تفرط في حفظه فلا ضمان عليك فيه، وإنما يكون من مجموع المال إن كان سرق منه، وإن كان سرق من الأرباح المخصصة للمركز بعد عزلها وتمييزها عن مال صاحب البضاعة فيكون من الربح وليس عليك ضمانه إلا على سبيل التبرع منك به، وأما لو كنت فرطت في حفظ المبلغ فيكون ضمانه في مالك، لما جاء في الموسوعة الفقهية: الإهمال في الأمانات إذا أدى إلى هلاكها، أو ضياعها يوجب الضمان, سواء أكان أمانة بقصد الاستحفاظ كالوديعة, أم كان أمانة ضمن عقد كالمأجور, أم كان بطريق الأمانة بدون عقد ولا قصد. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني