الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم إن ركب مع سائق متهور فانقلبت السيارة وقتل البعض

السؤال

أنا شخص نادراَ ما أخرج، كنت ألعب بلاي ستيشن وأصلي صلاة العشاء متأخرا ليس في وقتها لا أتذكر جيداً وبعد ذلك ذهبت أتروش في ملابس نظيفة، مع العلم أنني متراخ في الصلاة، فاتصل علي أخي، أو خرجت فجأة لا أتذكر فوجدت جيب قديم قليلاً ومترهل والراكب كان أخي الأكبر 23 عاماً والسائق 19 أو 18 أعرفه معرفة سطحية ومعه ثلاث من إخوته وولد جيراننا الذي هو ولد خالة السائق فنادووني أن أركب معهم جميعا فركبت وصار عددنا 7 بالسيارة لا أعرف إلا أخي وولد جيراننا والسائق معرفة سطحية، أما إخوته فهذه هي المرة الأولى التي يذهبون معنا فيها فجلست خلف الراكب فذهبنا ووقف السائق عند جيران لنا آخرين أعمارهم 20-22 فقلنا اركبوا معنا فقالوا زحمة ومشيناً نتحدث طبيعيا ونشغل المسجل ونحن نمشي رأوا هنديا يمشي فأردوا أن يضربوه من الخلف ضربا خفيفا ونحن بالسيارة، فقلت لهم حرام فلم يضربوه لأن الهندي ابتعد علم بالأمر فمشينا وقلت للسائق انتبه على سواقتك رأيته متخاذلا قليلاً فمشينا ومررنا بمطب فرأى سيارة جيب قديم وشخص لابس نظارات سوداء بالليل قرابة الساعة 11 أو 10 فأسرع يريد أن يسابقه ولما خرج للطريق السريع أسرع يريد أن يسابقه، كل هذا حدث بسرعة لم أقل له توقف أريد النزول، أو شيئا كهذا فلم أدر إلا أخي يقول انتبه معك سبعة أرواح لم أكن أنظر للإمام، أو طبلون السيارة، كنت بالخلف لا أعلم شيئا فلم أر إلا السيارة تذهب يمينا ولم أعلم إلا وقد صحيت على ظهري وعلى رأسي دم والناس من حولي عندها تذكرت كلمات أخي سبعة أرواح وعلمت أنه حادث، لكن كيف؟ لا أعلم، آخر شيء أتذكره أنه يسابق سيارة أخرى وقلت لهم انظروا إلى من كانوا معي وبعدها أغمي علي وذهبت للمستشفى وعلمت أن اثنين توفيا كانا راكبين جنبي بالضبط على يساري سبحان الله وأخي وولد جيرننا بالعناية والذين ماتا كانا من إخوان السائق والذين بقوا السائق وأخوه، وفي الأخير اتضح أن السائق والذي بقي حي أخوه من أبيه والذين ماتوا أخوه من أمه وأبيه وأخي خرج من العناية والضربات برأسه والآن بالمنزل لكن يضيع ليس أخي كما كان في السابق، وولد جيرننا خرج وهو حي يرزق، والسائق لم يتعرض إلا لضربات خفيفة وأخوه الآخر كسر في اليد وأنا كسرت كسرا مضاعفا بالساق وكان عندي نزيف، لكن توقف كلياً فقالواً لي إن السيارة أصبحت قطعة حديد صغيرة وأننا انقلبنا 3 مرات، وكنت محبطا نفسياً جداً ومتحطما لا أعلم ماذا أفعل، أو ماذا حل بي؟ والآن الحمدلله أنا بخير وأريد أن أكمل دراستي واكتشفت فيما سبق أن السائق سرق سيارة أبيه وجاء إلى الحارة عندنا وأخذنا ولم أكن أعلم أنه سرقها ولم يكن يحمل رخصة وأول مرة أركب معه، يقول الناس ليس عليك شيء وأن هذا قضاء وقدر، ونعم بالله، لكن أحس بالذنب فيما حصل وتمنيت لو لم أركب معه، ولا يعلم إلا الله بحالي الآن، فهل علي من الحادث ذنب؟ وماذا أفعل؟ وبماذا تنصحوني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كان عليك أيها الأخ أن تتجنب الركوب مع مثل هؤلاء ومصاحبتهم إن كنت تعلم حالهم، كما أنه كان عليك أن توقف السائق عند ما رأيت منه تهورا لتنزل عنه إن أمكن ذلك، لوجوب المحافظة على النفس، وحيث إنك لم تفعل وتماديت معهم وقدر الله وما شاء فعل، فنرجو من الله سبحانه وتعالى لك ولإخوانك الأحياء منهم ومن مات العفو والمغفرة، ولاشيء عليك فيما يتعلق بالذين قضوا في الحادث، لأنك غير متسبب فيما حصل ولا مباشر ولكن عليك الحذر من مصاحبة مثل هؤلاء مستقبلا تجنبا لأصدقاء السوء، وكل ما جرى كان بقضاء الله وقدره فلتصبر ولتحتسب الأجرعند الله، وما حصل لك فيه كفارة لذنوبك ـ إن شاء الله تعالى ـ فكل ما يصيب المؤمن من المصائب والبلايا يؤجر عليه إن صبر واحتسب، فلتحذر من التسخط والإحباط ولتحمد الله تعالى على سلامة نفسك، ففي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كان له بها أجر.

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمرالمؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلاللمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتويين رقم: 100887، ورقم: 113570

وليكن هذا الحادث بداية توبة لك من جميع المعاصي والمخالفات السابقة من تأخير الصلاة عن وقتها والاشتغال عنها بما يؤدي لتأخيرها، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتويان رقم: 36607ورقم: 12491.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني