الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بلغت ولم تصل لمدة عامين وكانت تطهر وتصلي بعد يوم وليلة فكيف تبرئ ذمتها

السؤال

بعد بلوغي ولمدة عامين كنت لا أصلي أبدا، وبعد ذلك تبت وأصبحت أداوم على الصلاة، ولكن وبسبب عدم انتظام العادة الشهرية لدي كنت أنتظر حتى يفوت يوم وليلة ثم أغتسل وأقضي بقية الصلوات، وفي بعض الأحيان لم أكن أقضيها في وقتها على أساس أنني سأقضيها لاحقا ومع مرور الوقت تراكمت علي الفروض التي لم أقضها ولا أستطيع تقريب عددها، وأنا نادمة جدا، وفي الفترة الأخيرة انتظمت ـ والحمدلله ـ وأصبحت أهتم بصلاتي أكثر من السابق بكثير، ولكنني لا أعرف ماذا أفعل في الفروض السابقة وأنا خائفة جدا، فهل علي قضاء العامين؟ وهل علي قضاء تلك الفروض؟ وإذا كان واجبا علي، فماذا أفعل بعددها؟ فأنا لا أعرف كم من الفروض علي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فقد كان الواجب عليك أن تبادري بالاغتسال فور رؤية الطهر، لقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما: ولا يحل لها إذا رأت الطهر ساعة إلا أن تغتسل.

وذهب بعض العلماء إلى أن للمرأة أن تتلوم اليوم ونصف اليوم إذا رأت الطهر بالجفوف، لأن عادة الدم أنه يجري وينقطع، والأول أرجح وأحوط، وانظري الفتوى رقم: 151975.

ومن ثم، فالواجب عليك لإبراء ذمتك بيقين أن تقضي ما تركته من الصلوات في ذلك الوقت، وإن لم تستطيعي معرفة عددها بيقين فاقضي ما يغلب على ظنك حصول براءة الذمة به، لأن هذا هو ما تقدرين عليه والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأما العامان اللذان تركت الصلاة فيهما ففي وجوب قضاء هذه الصلوات عليك خلاف بين العلماء مبين في الفتوى رقم: 128781.

والأحوط العمل بقول الجمهور وأن تقضي جميع هذه الصلوات إبراء لذمتك، وإنما يلزمك القضاء حسب طاقتك بما لا يضر ببدنك، أو بمعيشتك، ولبيان كيفية القضاء انظري الفتوى رقم: 70806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني